بقلم: أحمد حسنى القاضى الأنصارى
الزمن نهر جارٍ، يمضي ولا يعود، وكل لحظة تفلت من بين أيدينا لا يمكن استرجاعها. والندم مهما كان صادقًا، لا يغيّر ماضيًا انتهى، ولا يصلح ما قد انكسر.
كم من إنسان ضيّع شبابه في اللهو، أو أضاع صحته بالإهمال، أو خسر أحبته بالتقصير والجفاء، ثم جلس بعد فوات الأوان يتمنى لو عاد به الزمن خطوة واحدة ليُصلح ما فات. لكن ما مضى قد طويت صفحته، ولم يبقَ سوى الدرس والعبرة.
الحياة مدرسة، إمّا أن نتعلم منها في وقتها فنفوز، أو نتجاهلها فنندم. الحكيم من يعتبر بغيره، فيخطط ليومه، ويحافظ على عمره، ويستثمر وقته في ما ينفعه في دنياه وآخرته. فالنجاح لا يولد من التمني، بل من العمل، والفرص لا تنتظر المترددين، بل تُقتنص بعزم وشجاعة.
تذكر دائمًا: العمر قصير، والفرص محدودة، والحياة لا تعطي إنذارات متكررة. فلا تؤجل عمل اليوم إلى الغد، ولا تستهِن بخطأ صغير قد يكبر، ولا تترك معروفًا تستطيع فعله حتى لا تقول يومًا: يا ليتني فعلت.
إن الندم بعد حين لا يجدي، فاعمل ليومك بحكمة، واغتنم لحظتك بوعي، وأعدّ لآخرتك بصدق، قبل أن تسمع النداء الأخير: انتهى الوقت.
