كتبت: د. إيمان بشير ابوكبدة
البرتقال هو أحد أشهر وألذ الفواكه الحمضية في العالم، ويُعد رمزًا للشمس والدفء حتى في أحلك أيام الشتاء. هذه الفاكهة ليست مجرد وجبة خفيفة منعشة بطعمها الحلو والحامض المميز، بل هي قوة طبيعية مليئة بالعناصر الغذائية الأساسية.
منذ زمن طويل، اشتهر البرتقال بمحتواه العالي من فيتامين سي، لكن فوائده تمتد أبعد من مجرد دعم المناعة. إنه مصدر غني بالألياف ومضادات الأكسدة ومركبات الفلافونويد التي تساهم في حماية القلب، ودعم الجهاز الهضمي، وتعزيز صحة البشرة.
سواء كنت تتناوله كفاكهة كاملة، أو عصيراً منشطاً، أو مكوناً في أطباقك، فإن البرتقال يقدم قيمة غذائية لا يمكن إغفالها.
الفوائد الصحية للبرتقال
معزز قوي للمناعة: يُعرف البرتقال بكونه مصدراً ممتازاً لفيتامين سي، حيث يمكن لحبة واحدة أن تغطي تقريباً كامل احتياجك اليومي. هذا الفيتامين مضاد أكسدة أساسي يقوي جهاز المناعة ويساعد الجسم على محاربة نزلات البرد والالتهابات.
حماية للقلب والأوعية الدموية: يحتوى البرتقال على مزيج فعال من الألياف والبوتاسيوم ومركبات الفلافونويد. هذه المكونات تساعد على خفض مستويات الكوليسترول الضار، وتنظيم ضغط الدم، مما يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية.
مضاد للسرطان ومحارب للجذور الحرة: بفضل احتوائه على مضادات الأكسدة القوية مثل فيتامين سي والكاروتينويدات، يعمل البرتقال على حماية الخلايا من التلف الناتج عن الجذور الحرة، مما يساهم في الوقاية من أنواع معينة من السرطان.
داعم لصحة الجهاز الهضمي: البرتقال غني بـالألياف الغذائية التي تلعب دوراً حيوياً في تنظيم حركة الأمعاء والوقاية من الإمساك. تناول الثمرة الكاملة بدلاً من العصير يضمن حصولك على هذه الألياف الهامة لصحة القولون.
صديق للمرأة الحامل: يعتبر البرتقال مصدراً جيداً لـحمض الفوليك (الفولات)، وهو فيتامين ضروري لصحة الأم والجنين، حيث يساعد في منع العيوب الخلقية للجهاز العصبي لدى الجنين.
مفيد للعيون والبشرة: يساهم فيتامين ج في إنتاج الكولاجين، وهو بروتين حيوي لمرونة البشرة وتأخير علامات التقدم في السن. كما تساعد مركباته على دعم صحة العين وحمايتها من الأمراض المرتبطة بالعمر مثل إعتام عدسة العين.
القيمة الغذائية للبرتقال
يتميز البرتقال بكونه فاكهة منخفضة السعرات الحرارية وغنية بالعناصر الحيوية. توفر حبة البرتقال الواحدة، بالإضافة إلى فيتامين سي، كميات جيدة من:
الألياف: لدعم الشبع والهضم.
البوتاسيوم: لتنظيم توازن السوائل في الجسم وصحة العضلات والأعصاب.
فيتامينات ب: بما في ذلك الثيامين (ب1) والفولات (ب9).
المغنيسيوم والكالسيوم: لدعم صحة العظام والجهاز العصبي.
ملاحظة هامة: للحصول على أقصى فائدة غذائية، يُنصح بتناول البرتقال كاملاً بدلاً من عصره، للحفاظ على الألياف وتقليل امتصاص السكر الطبيعي دفعة واحدة.
أهم أنواع البرتقال الشائعة
تختلف أنواع البرتقال في مذاقها وموسمها واستخداماتها:
البرتقال السُري: هو الخيار الأمثل للأكل الطازج. يتميز بحلاوته الفائقة وخلوه تقريباً من البذور، كما أن قشرته سميكة نسبياً وسهلة التقشير.
برتقال فالنسيا: يُعرف بـ “ملك العصائر” لأنه غزير العصير وله نكهة حمضية حلوة متوازنة. يتم حصاده في وقت متأخر من الموسم.
برتقال الدمي: يتميز بلبه ذي اللون الأحمر العميق، الذي يعود إلى صبغة الأنثوسيانين الغنية بمضادات الأكسدة. مذاقه فريد يجمع بين حلاوة البرتقال ولمسة تشبه التوت.
البرتقال الشموطي: يُعرف أيضاً باسم برتقال يافا، وهو صنف بيضاوي الشكل وقشرته سميكة. يتميز بقلة بذوره ومذاقه الحلو، وهو ممتاز للأكل.
