د. إيمان بشير ابوكبدة
تشير دراسة حديثة إلى أن فصيلة دم الإنسان قد تلعب دورًا مهمًا في احتمالية إصابته ببعض أمراض الكبد، وهو ما يفتح بابًا جديدًا لفهم العلاقة بين السمات الوراثية وصحة هذا العضو الحيوي.
فصيلة الدم A تحت المجهر
أوضحت نتائج الدراسة، التي نُشرت في مجلة Frontiers العلمية، أن الأشخاص الذين يحملون فصيلة الدم A قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بأمراض الكبد المناعية الذاتية. وهي مجموعة من الأمراض التي يهاجم فيها الجهاز المناعي خلايا الكبد عن طريق الخطأ، مما يؤدي إلى تلفها تدريجيًا، وقد يصل الأمر إلى فشل كبدي يهدد الحياة.
فصيلة الدم B وخطر أقل نسبيًا
في المقابل، كشفت البيانات أن فصيلة الدم B قد ترتبط بانخفاض خطر الإصابة ببعض أمراض الكبد مقارنة بالفصيلة A، خصوصًا فيما يتعلق بالتهاب القناة الصفراوية الأولى.
لماذا تلعب فصيلة الدم دورًا مهمًا؟
لطالما جذبت فصائل الدم اهتمام الباحثين، ليس فقط لدورها في عمليات نقل الدم، ولكن أيضًا لعلاقتها بالعديد من الحالات الصحية. إذ تشير أبحاث سابقة إلى أن فصائل الدم غير O (A وB وAB) أكثر قابلية لتنشيط عوامل تخثر الدم، كما ترتبط بتغيرات فسيولوجية قد تؤثر في صحة الأوعية الدموية داخل الكبد.
كما وجدت بعض الدراسات مستويات أعلى من عامل التخثر المعروف بـ“فون ويلبراند” لدى المرضى ذوي فصائل الدم غير O، خصوصًا في الحالات المتقدمة من أمراض الكبد، رغم أن دوره لا يُعد عاملاً رئيسيًا في زيادة الخطر.
أمراض كبد مرتبطة بفصائل الدم
ركزت الدراسة على نوعين من أمراض الكبد المناعية الذاتية:
التهاب الكبد المناعي الذاتي: حيث يهاجم الجهاز المناعي خلايا الكبد مباشرة.
التهاب القنوات الصفراوية الأولى: وهو مرض يؤدي إلى تدمير القنوات الصفراوية داخل الكبد تدريجيًا.
وقد تبين أن فصيلة الدم A ترتبط أكثر بالتهاب الكبد المناعي الذاتي، بينما أظهرت فصيلة الدم B خطرًا أقل للإصابة بالتهاب القنوات الصفراوية الأولى.
ماذا عن سرطان الكبد؟
أظهرت تحليلات سابقة أن الأشخاص من فصيلة الدم O أقل احتمالًا للإصابة بسرطان الكبد مقارنة بالفصائل الأخرى، وهو ما يعزز فكرة أن فصيلة الدم قد تكون مؤشرًا إضافيًا في تقييم عوامل الخطر.
أهمية معرفة فصيلة دمك
رغم هذه النتائج، يوضح الباحثون أن فصيلة الدم ليست سببًا مباشرًا للإصابة بأمراض الكبد، لكنها قد تكون أحد العوامل التي تستحق الانتباه، خاصة لدى الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي مع أمراض الكبد أو عوامل خطر أخرى مثل السمنة أو السكري أو التهاب الكبد الفيروسي.
إجراء الفحوصات الدورية ومتابعة صحة الكبد مع الطبيب يبقى خطوة أساسية للجميع، بغض النظر عن الفصيلة.
