كتبت: د. إيمان بشير ابوكبدة
القرحة الهضمية هي تآكلات أو جروح تصيب البطانة الداخلية للجهاز الهضمي، وتظهر غالباً في المعدة أو في الاثني عشر، وهو الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة الذي يلي المعدة مباشرة. وتُعد آلام المعدة من أكثر المشكلات شيوعاً المرتبطة بهذا المرض.
في الظروف الطبيعية، تمتلك المعدة والاثني عشر نظام حماية فعالاً يتمثل في طبقة مخاطية غنية بالبيكربونات، تعمل كحاجز واقٍ ضد حمض الهيدروكلوريك القوي الذي تفرزه المعدة للمساعدة على الهضم.
أي خلل في هذا التوازن، سواء بزيادة إفراز الحمض أو ضعف الطبقة المخاطية، قد يؤدي إلى تكوّن القرحة.
ومن أبرز العوامل التي تسهم في حدوث القرحة الهضمية:
الإصابة بعدوى بكتيريا الملوية البوابية
الاستخدام الطويل أو المفرط للأسبرين أو مضادات الالتهاب غير الستيرويدية
التدخين
تناول الكحول
التوتر والإجهاد المزمن
الأعراض
لا تظهر أعراض واضحة لدى جميع المصابين، إذ تشير الدراسات إلى أن نحو 75٪ من حالات القرحة الهضمية قد تمر دون أعراض ملحوظة. ومع ذلك، قد يعاني البعض من:
شعور بالامتلاء وثقل في المعدة
عسر الهضم
الغثيان
ويُعد ألم أو حرقة المعدة العرض الأكثر شيوعاً، حيث يظهر في منتصف البطن أسفل الأضلاع، وقد يمتد إلى منطقة السرة أو الظهر. يستمر الألم من دقائق إلى ساعات، وغالباً ما يزداد بين الوجبات أو أثناء الليل على معدة فارغة.
قد يخف الألم مؤقتاً بعد تناول الطعام أو شرب الحليب، لكنه غالباً ما يعود بعد فترة قصيرة.
متى يجب مراجعة الطبيب؟
نظراً لعدم وجود أعراض مميزة دائماً، يُنصح بمراجعة الطبيب في حال استمرار الأعراض أو ظهور أي من العلامات التالية:
امتلاء شديد مع صعوبة هضم الطعام
غثيان متكرر
فقدان غير مبرر في الوزن
آلام مستمرة في البطن
فهذه الأعراض قد تشير إلى مضاعفات تستدعي التقييم الطبي.
نصائح للوقاية والتخفيف من الأعراض
تجنب الإجهاد الجسدي والنفسي قدر الإمكان
الابتعاد عن الأطعمة الحارة أو الحمضية التي تزيد تهيج المعدة
الإقلاع عن التدخين والكحول
تجنب استخدام مضادات الالتهاب غير الستيرويدية إلا عند الضرورة وتحت إشراف طبي
تقليل التوتر، لما له من دور في تفاقم أعراض قرحة الاثني عشر
شرب كوب من شاي البابونج ثلاث مرات يومياً لتهدئة المعدة
تقسيم الطعام إلى خمس وجبات خفيفة يومياً بدلاً من وجبتين أو ثلاث وجبات كبيرة
