بقلم: أحمد رشدي
لم أكن يومًا أتقن التمثيل،
ولا عرفت الخداع أو المواربة،
لكن القلق الذي ارتسم على وجهها
أدركته من اللحظة الأولى،
وفهمت معناه دون تفسير،
وعرفت أن ما أحمله من وجع
قد ينتقل إليها،
وأنها لن تحتمل مجرد لمسة منه.
بهدوءٍ يداخله توتر،
وبرعشةٍ خفيفة في اليدين،
وضعتُ خطة الخداع المؤقت،
وأجبرت وجهي على ابتسامةٍ مرِحة،
وتحدثت بمرحٍ مصطنع،
يقطعه حزنٌ أحاول محوه قبل أن يولد.
خبأتُ جرحًا غائرًا خلف روحي،
وعشتُ مفارقة الضحك وقت البكاء،
والكلام حين يكون الصمت أصدق،
خشيت أن تلتقي العيون،
فينكشف ما سعيت طويلًا لإخفائه.
لم يكن خداعًا،
بل تلوّنٌ بلونٍ ليس لوني،
قناعٌ أخفيت خلفه حزني،
وما زلت هناك…
كما أنا.
بين الأحزان أعيش،
وبين الذكريات أتيه،
تؤلمني الكلمات،
وبين ضلوعي تسكن الآهات.
وبين الوجع
تشرق شمسٌ جديدة،
لكن الشتاء ما زال باقيًا،
وما زلت أعيش في صقيعٍ بارد
لا نهاية له.
أبحث عن روحي،
بلا جدوى،
ولا أعرف إلى أين
يمضي بي الطريق.
