الحاجّة عزيزة… أيقونة الخير في إمبابة

د/حمدان محمد
في زمنٍ أصبح فيه الحكم على الناس يكون من خلال لقطة أو مشهد واحد
تبرز الحاجّة عزيزة من إمبابة كنموذج يُحتذى به في العطاء والخير هذه السيدة العظيمة التي لم تتوانَ يوماً عن مدّ يد العون لكل محتاج فتفتح مائدتها طوال العام لإطعام الفقراء والمحتاجين وكسبت قلوب الجميع بطيبتها وكرمها الذي لا ينقطع ولم تكن مائدة الحاجّة عزيزة مجرد مكان لتقديم الطعام فقط بل كانت أيضاً ملتقى للأمل والإحساس بالإنسانية فكل من يمر من أمامها يعرف جيداً قيمة هذه المرأة التي تعمل في صمت ودون انتظار شكرٍ من أحد لقد كانت نموذجاً للمرأة المصرية الأصيلة التي تُعطي بلا حدود وفي يوم العيد وفي لحظة فرح غامرة خرجت الحاجّة عزيزة لتوزع العيدية على الناس بل ورمت بعض الأموال من شدة الفرحة كانت هذه اللقطة انعكاساً لسعادتها بحب الناس لها ولكن للأسف لم ترَ السوشيال ميديا سوى الجزء البسيط من الصورة فتم تناقل المقطع على نحو مُسيء ومشوّه دون النظر إلى الخلفية الحقيقية ومن هنا يتوجب علينا أن نكون أكثر وعياً في استخدام السوشيال ميديا وأن نفكر قبل أن نشارك أو نحكم في كل حي هناك شخصيات تحمل الخير في قلوبها وتعمل من أجل إسعاد الآخرين ومن هؤلاء تظهر لنا الحاجة عزيزة لكن بعض المواقف قد تُفسر بشكل خاطئ إذا اقتطعت من سياقها وعلينا أن ندعم هذه النماذج بدلاً من تشويه صورتها فإن الحاجّة عزيزة تستحق أن تكون رمزاً للإنسانية والكرم فهي ليست مجرد سيدة تُطعم الجياع فقط بل هي روح عطوفة تنشر البهجة في قلوب الناس فدعونا نتعلم منها كيف يكون العطاء، وكيف يكون الفرح بالخير دافعاً لمزيد من البذل وفي هذا السياق يجب أن نتذكر أن العطاء لا يرتبط بالماديات فقط بل هو حالة من الحب والاهتمام بالآخرين فالحاجّة عزيزة ليست فقط سيدة تقدم الطعام بل هي رمز للأم التي تحتوي أبناء حارتها بحنانها وعطائها وتجعل من كل مناسبة فرحة تعم المكان
وفي الوقت ذاته فإن الحاجة عزيزة لا تكتفي بإطعام الفقراء والمحتاجين بل تتعدى ذلك إلى كساء الفقراء وتجهيز العرائس في مشهد يتجلى فيه كرمها الفريد الذي لا ينقطع إنها بحق عنوانٌ للخير الذي يتجدد ومن هنا نعتذر للحاجّة عزيزة عما بدر من السوشيال ميديا من تشويه لصورتها وندعو الجميع إلى النظر بعين الإنصاف إلى هذه الشخصية التي تمثل رمزاً للعطاء والإنسانية وفي النهاية تبقى الحاجّة عزيزة رمزاً للأصالة والطيبة مهما حاولت بعض وسائل التواصل أن تشوّه صورتها وسيظل الخير أقوى من كل محاولة للنيل منه وستبقى هذه السيدة عنواناً للعطاء المتجدد الذي لا ينضب وكلنا نرفع القبعة للحاجّة عزيزة ولكل من يعمل في الخير بصمت وندعو الله أن يجازيها عن عملها العظيم خير الجزاء وأن يستمر نور عطائها في إمبابة وغيرها من المناطق ليتنا نتعلم أن ننظر إلى الجوهر لا إلى الظاهر وأن نحترم من يعطون بلا حدود