تقارير

ترسانة إيران الصاروخية: بين الردع والتهديد الإقليمي

السيد عيد

في الوقت الذي تزداد فيه التوترات الإقليمية اشتعالًا، تبرز إيران كقوة صاروخية متقدمة في الشرق الأوسط، بعدما نجحت في تطوير ترسانة متنوعة من الصواريخ، قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى، إلى جانب صواريخ كروز دقيقة وأسلحة تستخدمها عبر حلفائها الإقليميين. وبينما ترى طهران في هذه الترسانة “درعًا دفاعيًا”، ينظر إليها خصومها كـ”تهديد مباشر” لأمن المنطقة واستقرارها.

في هذا التقرير، تستعرض “حديث وطن” أبرز أنواع الصواريخ الإيرانية، وقدراتها، ومجالات استخدامها.

صواريخ قصيرة المدى: تكتيكية وسريعة

تمتلك إيران عددًا من الصواريخ القصيرة المدى، التي تُستخدم في العمليات السريعة والمباشرة:

فاتح-110: صاروخ باليستي دقيق موجه، يبلغ مداه نحو 300 كم.

زلزال (1 و2 و3): سلسلة صواريخ غير موجهة، تُعدّ من أقدم إنتاجات إيران.

نازعات ورعد: تستخدم في الجبهات القريبة وتتميز بسرعة التجهيز والإطلاق.

صواريخ متوسطة المدى: محور الردع الإيراني

شهاب-3: يصل مداه إلى 1300 كم، ويُعدّ أحد أعمدة الردع الإيرانية.

قدر-H وF: تطوير لصاروخ شهاب، بدقة ومدى يصل حتى 2000 كم.

عماد: أول صاروخ إيراني مزود بنظام توجيه دقيق للرأس الحربي، ما يزيد من فعاليته ضد الأهداف النوعية.

صواريخ طويلة المدى: رسائل استراتيجية

رغم عدم إعلان إيران رسميًا عن امتلاك صواريخ تتجاوز مداها 2000 كم، تشير تقارير استخباراتية إلى وجود:

خرمشهر: صاروخ باليستي قادر على حمل رؤوس متعددة، يصل مداه إلى 3000 كم.

صواريخ كروز: الدقة أولًا

سومار: مستوحى من KH-55 الروسي، مداه يصل إلى أكثر من 2000 كم.

هويزة: نسخة مطورة من سومار، تُطلق من الأرض بدقة عالية.

نور، قادر: صواريخ بحرية، تُمكن إيران من حماية سواحلها واستهداف السفن في الخليج.

صواريخ مضادة للدروع: معارك الأرض

طوفان: نسخة إيرانية من الصاروخ الأمريكي TOW.

دهلاوية: مضاد للدروع مزود برأس اختراقي، يُستخدم ضد التحصينات.

صواريخ عبر الحلفاء: اليد الطويلة لإيران

دعمت طهران حلفاءها بصواريخ محلية الصنع في لبنان واليمن والعراق وغزة، من أبرزها:

فجر-5، بدر-1، قيام، وصواريخ كاتيوشا معدلة. وقد استُخدمت في هجمات ضد أهداف إسرائيلية وسعودية، مما يعكس امتداد نفوذ إيران الصاروخي خارج حدودها.

مستقبل الترسانة: دقة وتخفي

تركز إيران اليوم على:

تطوير الصواريخ الدقيقة التوجيه.

إنتاج منصات إطلاق متحركة وتحت الأرض.

الدمج بين الصواريخ والطائرات المسيّرة.

امتلاك قدرة الضربات المتعددة من اتجاهات مختلفة.

ترسانة إيران الصاروخية ليست مجرد أدوات عسكرية، بل هي رسالة سياسية تقول: “لدينا اليد الطولى في الإقليم”. وبينما تدّعي طهران أنها للدفاع فقط، يراها خصومها سلاحًا هجوميًا بامتياز، يُهدد استقرار المنطقة، ويضعها على شفا حروب قادمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى