قمة بغداد 2025: مقترح بلجنة عربية لإدارة الأزمات ورسالة موحدة بشأن فلسطين

كتبت ـ مها سمير
خرجت القمة العربية الرابعة والثلاثين، التي استضافتها العاصمة العراقية بغداد في 17 مايو 2025، برسائل سياسية واضحة ومواقف حاسمة، كان أبرزها اقتراح عراقي طموح بتشكيل لجنة عربية متخصصة لإدارة الأزمات وتسوية الخلافات داخل المنطقة، في خطوة تهدف لتعزيز وحدة الصف العربي وتوفير إطار دائم للحوار والتقارب.
وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، الذي أعلن عن هذا المقترح، شدد على أهمية الحلول السلمية كمسار وحيد لاستقرار المنطقة، داعيًا إلى تجنب التصعيد والتدخلات الخارجية. وأكد أن اللجنة ستعمل على تقديم آليات عربية لمعالجة الأزمات بعيدًا عن التبعية لأي أجندات دولية، ما يعكس توجّهًا جديدًا نحو بناء منظومة دبلوماسية عربية مستقلة وفعالة.
وفي ملف القضية الفلسطينية، جددت القمة التزامها الراسخ بحقوق الشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها إقامة دولة مستقلة ذات سيادة، عاصمتها القدس. وأصدر القادة العرب بيانًا ختاميًا عبّر عن رفضهم القاطع لمحاولات التهجير القسري للفلسطينيين، مؤكدين ضرورة التحرك الدولي العاجل لوقف الحرب على قطاع غزة، التي وصفوها بـ”العدوان الدامي”.
ودعت القمة الدول المؤثرة على الساحة الدولية إلى الضغط على إسرائيل لوقف عملياتها العسكرية، والعمل على إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، في ظل تدهور خطير للأوضاع المعيشية، وصفه البيان بـ”الكارثة الإنسانية المتصاعدة”.
وفي سياق إقليمي آخر، أعرب فؤاد حسين عن دعم العراق للجهود التي تبذلها سلطنة عُمان في تقريب وجهات النظر بين إيران والولايات المتحدة، معتبرًا أن هذه المساعي تسهم في تخفيف التوترات وخلق مناخ تفاوضي بنّاء يخدم أمن المنطقة واستقرارها.
بغداد تعود لدورها العربي: قمة الأزمات والمبادرات
بهذا الطرح الجديد والموقف العربي الموحد، تبدو بغداد وكأنها تعيد تقديم نفسها كقلب نابض للبيت العربي، يعيد رسم خطوط التفاهم في زمن التصدع، عبر مبادرات عقلانية ومساعي دبلوماسية تستحق التوقف عندها.