مقالات

اعتراف صريح بالإبادة.. القتل الجماعي أداة تفاوض إسرائيلية

د/حمدان محمد 

في تصريح خطير يكشف حقيقة السياسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين، قال المحلل العسكري الإسرائيلي، يوسي يهوشع، إن “إسرائيل” تراهن على قتل أعداد كبيرة من الفلسطينيين كوسيلة للضغط على حركة حماس ودفعها للاستجابة للشروط الإسرائيلية في المفاوضات. هذا الاعتراف العلني يفضح استراتيجية الاحتلال التي تعتمد على القتل الجماعي كأداة تفاوضية، في انتهاك صارخ لكل المواثيق والأعراف الدولية.

ولطالما ادّعت إسرائيل أن عملياتها العسكرية تستهدف “الإرهاب”، لكن التصريحات الصادرة من داخل منظومتها العسكرية والإعلامية تكشف أن الهدف الحقيقي هو إبادة أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين لتركيع المقاومة وكسر إرادة الشعب. وهذا يعكس سياسة العقاب الجماعي التي تتبعها “إسرائيل” منذ عقود، والتي تتجلى اليوم في العدوان المستمر على غزة، حيث تحولت المناطق السكنية إلى أهداف مباشرة للقصف والتدمير.

وإن ما يحدث في غزة ليس مجرد صراع عسكري، بل هو إبادة جماعية موثقة بالأرقام والصور، حيث تتعمد قوات الاحتلال استهداف المدنيين، من نساء وأطفال وشيوخ، بالإضافة إلى تدمير البنية التحتية والمستشفيات والمدارس. ورغم ذلك، لا يزال المجتمع الدولي مترددًا في اتخاذ موقف حاسم تجاه هذه الجرائم التي تتناقض مع كل القوانين الإنسانية وحقوق الإنسان.

ولكن!!!!!!!

هل يستمر الصمت الدولي؟

إن هذا الاعتراف الصريح من محلل عسكري إسرائيلي يجب أن يكون دافعًا للمنظمات الحقوقية والمحاكم الدولية للتحرك فورًا لمحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم. فاستغلال قتل الأبرياء كأداة سياسية ليس مجرد “تكتيك عسكري”، بل هو جريمة ضد الإنسانية تتطلب محاسبة عاجلة من قبل المحكمة الجنائية الدولية.

وفي ظل استمرار العدوان على غزة، يبقى السؤال: إلى متى سيظل المجتمع الدولي صامتًا أمام هذه المجازر؟ وهل ستظل “إسرائيل” بمنأى عن العقاب رغم اعترافها الصريح بالإبادة الجماعية؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى