حكاية اعجبتنى .. المعلمة رجعت الحلم لأبنائنا

كتب : جمال حشاد
في أحد فصول الصف الثالث الابتدائي بإحدى مدارس محافظة الإسكندرية، وتحديدًا فى إحدى المدارس التابعة لإدارة التربية والتعليم، وقفت معلمة تسأل تلاميذها سؤالًا بسيطًا:
“ماذا تحلم أن تكون عندما تكبر؟”
فأجاب أحد التلاميذ: ضابط، وأجاب آخر: طبيب، وثالث: مهندس، وتنوّعت الأحلام بين الأطفال حسب ميولهم.
وفي اليوم التالي، فاجأتهم المعلمة بإعادة نظام وترتيب المقاعد داخل الفصل، حيث قسمت الفصل فى مجموعات، وجعلت الطلاب حسب أحلامهم فى مجموعات؛ فجمعت التلاميذ الذين يرغبون ان يكونوا ضباطا معًا فى مجموعة واحدة داخل الفصل، ومجموعة الأطباء في مجموعة أخرى، ومجموعة المهندسون في مجموعة ثالثة، .. وهكذا.
وكتبت على كل مجموعة لوحة صغيرة تشير إلى حلم كل طالب؛ كما كتبت ذلك على كراسة كل طالب لقبه المرتبط بحلمه:
• الضابط/ محمد
• الدكتور/ عبد الرحمن
• المهندسة/ شيماء
ثم بدأت تمارس دورها كمعلمة لهؤلاء الحالمين.
اسلوب حديث فى التعليم
فلم تتبع الأسلوب التقليدي في الثواب والعقاب، فلم تكن تلوّح بالعصا أو ترفع صوتها… بل كانت إن عاقبت، فعلت ذلك بطريقة مختلفة تمامًا، واتبعت اسلوب حديث فى التعليم جعلته خاص بها ..
كيف ؟
كانت تسحب الكراسة من الطالب، وتسحب معها لقبه، وتغيّر مكان جلوسه.
كأنها تسحب حلمه مؤقتًا، ليشعر بقيمته، ويدرك أنه مسؤول عن الحفاظ على هذا اللقب.
والنتيجة؟
تحوّل الفصل بالكامل، والتزم الجميع بالواجبات، وبدأوا في المذاكرة بجد، وأحبّوا المدرسة والدراسة، حتى الطالبات اللاتي اعتدن الغياب، بدأن في الحضور بانتظام.. لأنهم وجدوا فيها مكانا لتحقيق الحلم.
أستاذة/ سناء لم ترعبهم ولكنها جعلتهم يجتهدون من أجل المحافظة على أحلامهم،
نموذج نفتخر به جميعًا.. ويجب
أن نحافظ عليه كى يعود الحلم لأبنائنا.