الأخبار

زيارة ماكرون للعريش رسالة سياسية ودبلوماسية ثقيلة الوزن

د/ حمدان محمد

زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مدينة العريش لم تكن مجرد خطوة بروتوكولية عابرة لكنها جاءت محمّلة برسائل استراتيجية تتجاوز الإطار الإنساني إلى عمق الحسابات السياسية والدبلوماسية في المنطقة فماكرون لم يزر فقط مستشفى العريش بل التقى بالجرحى والمصابين الفلسطينيين استمع إليهم عن قرب واطّلع بنفسه على حجم الرعاية الطبية والدعم الإنساني الذي تقدمه الدولة المصرية للفلسطينيين القادمين من قطاع غزة وهو ما يعكس حجم الجهد المصري على الأرض ويقدم صورة واقعية للعالم عن الدور الفعلي للقاهرة وأن الزيارة عكست بوضوح حالة التفاهم والتناغم في الرؤى بين مصر وفرنسا تجاه القضية الفلسطينية خاصة في ظل التصعيد المتواصل في غزة وهو ما يُعد شهادة دولية إضافية تصب في رصيد الموقف المصري العادل والثابت وقد كان ماكرون قد عبّر عن تعاطف واضح وصريح مع ضحايا العدوان في غزة وهي رسالة وصلت جيدًا إلى العواصم الأوروبية في وقت حساس وتوقيت بالغ الدقة لا سيما أن فرنسا تُعد من القوى الكبرى داخل الاتحاد الأوروبي وصاحبة تأثير في صياغة مواقف التكتل من قضايا الشرق الأوسط

وأن التحرك المصري كان ذكيًا ومدروسًا فاستقبال ماكرون في العريش تحديدًا يحمل دلالات سياسية عميقة ويؤكد أن القاهرة تحسن توظيف أدواتها وتستخدم أوراقها بفعالية وتوجه رسائل مباشرة للعالم من أرض سيناء بأن مصر ليست مجرد ممر للمساعدات بل لاعب رئيسي في أي معادلة تخص غزة والمنطقة

وليعلم الجميع بأن ماكرون لا يتحرك من فراغ فزيارته تمثل موقفًا أوروبيًا ضمنيًا بأن هناك استعدادًا لإعادة النظر في التعامل مع الوضع الإنساني في غزة وأن فرنسا مستعدة للعب دور أكثر فاعلية بالتعاون مع مصر التي أثبتت أنها شريك لا يمكن تجاوزه أو تجاهله وأن الرسالة المصرية كانت واضحة لا للتهجير نعم للحلول الإنسانية العادلة نعم للدعم والمساعدة دون شروط ومع كل موقف سياسي واضح هناك تحرك على الأرض وممارسة فعلية تعزز هذا الموقف وتمنحه مصداقية وثقة لدى المجتمع الدولي وباختصار مصر تقود المشهد بحكمة ورؤية واستباق للأحداث والنتائج قادمة بقوة والذين لم يدركوا بعد حجم ما يجري سيتفاجؤون قريبًا بما ترسمه القاهرة على الأرض من معادلات جديدة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى