الأمل في رحم الألم

بقلم: مصطفى عبد الله
الألم ليس ضعفا يخجل منه، ولا عيبا يخبأ في الخفاء، بل هو شهادة على الصمود، تجسيد حقيقي لقوةالإنسان التي تظهر حينما تتساقط أوراقه تحت ضغوط الحياة.
إنه رفيقنا في رحلة الصعاب، يطهرنا ويعيد تشكيلنا، ليجعلنا نرى الحياة من منظور جديد، منظور أكثروضوحا وأكثر صفاء.
الأمل – في جوهره، لا يظهر في لحظات الهدوء. لا يطرق الأبواب في وضح النهار، بل يولد في صمتالظلام، ويخترق حواجز اليأس.
يصفي الروح يطهر الوعي، ويشعل في القلب لهيب العزيمة.
يبتسم لك حينما تشعر أن الطريق قد ضاق، ويعطيك القوة لتقف، رغم كل شيء، وتستمر.
ما من ألم مر بك عبثا، وما من دمعة سقطت بلا فائدة، فكل ما حدث كان يعدك لتدرك الحياة بشكلأصدق، وأكثر نقاء.
الألم ليس العدو الذي يهددنا، بل هو المعلم الذي ينضج أرواحنا ويظهر لنا قوتنا الداخلية.
تمسك بالأمل كقرار لا رجعة فيه، فهو السلاح الذي لا ينكسر في يد من يؤمنون بأن الغد يحمل لهم فرحةجديدة.
فالعاقل لا يسكن في حزنه، ولا يرضى قلبه بالظلام حينما تشرق شمس الأمل.
فالأمل لا يتوقف، لا ينتظر، بل يزرع بذوره في القلب ليمنحنا نكهة جديدة للحياة، أملا يجعلنا ننهض منجديد، في كل مرةٍ نسقط فيها.
وعليك ان تتذكر: لا شيء يدوم، لا الحزن، ولا الألم.
ما يدوم حقا هو النهوض بعد السقوط، والقدرة على استعادة الأمل مهما كانت العواصف.
الألم ليس النهاية، بل هو بداية جديدة، بداية رحلة من القوة والتجدد.
فكلما عشنا الأمل في رحم الألم، كلما ازددنا قوة وصلابة.