القصة الحقيقة وراء “رأفت الهجان “

أحمد حسني القاضي
رفعت علي سليمان الجمال، المعروف باسم “رأفت الهجان“، هو واحد من أشهر الجواسيس في تاريخ المخابرات المصرية. وُلد في 1 يوليو 1927 في محافظة دمياط، وارتبط اسمه بالعملية الاستخباراتية التي كان لها دور كبير في الحرب المصرية ضد إسرائيل.
التجنيد والمهام السرية
في عام 1956، تم تجنيد رفعت الجمال من قبل جهاز المخابرات العامة المصرية. الهدف الرئيسي كان التسلل إلى إسرائيل والعمل هناك تحت هوية مستعارة. اختار الجمال هوية “جاك بيتون”، رجل أعمال مصري يعيش في ألمانيا، وتمكن من الحصول على جنسية إسرائيلية.
النجاح في إسرائيل
نجح “رأفت الهجان” في بناء شبكة من المصالح التجارية في تل أبيب، حيث أصبح معروفًا في المجتمع الإسرائيلي وكون علاقات واسعة داخل الأجهزة الأمنية والعسكرية. بينما كان يمارس نشاطاته التجارية، كان في الوقت نفسه يرسل تقارير دقيقة إلى المخابرات المصرية، تتضمن معلومات حساسة تتعلق بالقوة العسكرية الإسرائيلية واستراتيجياتها.
المعلومات الحيوية للمخابرات المصرية
من أبرز المعلومات التي قدمها “رأفت الهجان” كانت تفاصيل عن خط بارليف، الذي كان يعتبر من أقوى الدفاعات العسكرية الإسرائيلية على طول قناة السويس. كما ساعد في الكشف عن تحركات القوات الإسرائيلية قبل حرب أكتوبر 1973، مما كان له دور كبير في نجاح الجيش المصري في الهجوم على المواقع الإسرائيلية.
الانتقال إلى ألمانيا والموت
بعد حرب أكتوبر، ظل الجمال يعيش في إسرائيل تحت اسم مستعار، حتى قرر المغادرة في السبعينات بعد أن شعر بالخطر على حياته. انتقل إلى ألمانيا حيث عاش هناك حتى توفي في 30 يناير 1982 في مدينة فرانكفورت، دون أن يعرف أحد هويته الحقيقية إلا بعد وفاته.
التراث الذي تركه “رأفت الهجان”
تعتبر قصة “رأفت الهجان” واحدة من أبرز قصص المخابرات في العالم العربي، ويمثل الجمال نموذجًا للبطولة والتضحية في سبيل الوطن، حيث وضع حياته في خطر من أجل مصلحة مصر.