ديني

قصة سيدنا إبراهيم والذبح في سياق أيام الحج ومناسكه

 

د/ حمدان محمد

في هذه الأيام المباركة التي تهفو فيها قلوب المسلمين إلى البيت الحرام ونعيش فيها نفحات العشر الأوائل من ذي الحجة تتجدد أمام أعيننا قصة سيدنا إبراهيم وابنه سيدنا إسماعيل عليهما السلام التي كانت أصلًا في كثير من مناسك الحج ودروسه الإيمانية الخالدة

فقصة الذبح التي أمر الله بها سيدنا إبراهيم عليه السلام كانت امتحانًا عسيرًا للطاعة والخضوع لكنها في الوقت ذاته أصبحت رمزًا للتسليم واليقين ولذلك كان الفداء العظيم الذي أنزله الله مكان إسماعيل هو ما يُحييه المسلمون في عيد الأضحى المبارك كل عام

فإن ذبح الأضاحي في يوم النحر هو إحياء لذكرى تلك الطاعة العظيمة وتأكيد على أن القرب من الله لا يكون إلا بالتضحية والفداء والإخلاص والتجرد من التعلق بغير الله

بل إن مناسك الحج كلها مستوحاة من سيرة إبراهيم عليه السلام وأسرته الصابرة فالسعي بين الصفا والمروة يحكي قصة هاجر رضي الله عنها حين كانت تبحث عن الماء لرضيعها في أرض مقفرة لا زرع فيها ولا ماء فكانت النتيجة أن تفجّر ماء زمزم رحمة وكرامة ووقوف الحجاج بعرفة هو تذكير بموقف التضرع والانكسار لله ثم يفيضون إلى المزدلفة ويقضون أيام التشريق في منى حيث يرمون الجمرات تأسياً بإبراهيم عليه السلام حين رجم الشيطان حين اعترضه ثلاث مرات وهو في طريقه لتنفيذ أمر الله بذبح ولده

وفي رمي الجمرات نعلن نحن أيضًا براءتنا من وساوس الشيطان وتمسكنا بطريق الحق مهما اشتدت الابتلاءات فالحج كله سيرة طاعة خالصة من نبي خليل وزوجة صابرة وابن مطيع وكل ذلك يجتمع في هذه الأيام الفاضلة ليُعلِّمنا أن القرب من الله لا يكون إلا بالطاعة والتجرد والتسليم فلنغتنم أيام الحج ولنتأسَّ بسيدنا إبراهيم عليه السلام في صدقه ويقينه ولنجدّد نيتنا ونُقبل على الله بقلوب مطمئنة وأعمال خالصة علّنا نُكتب عند الله من المقبولين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى