ديني

سالي جابر تكتب”الصيام وسيلة لإعادة برمجة أفكارنا”

يرى البعض أن الصيام هو فقط الامتناع عن الطعام والشراب حتى آذان المغرب، لكنه وسيلة لإعادة برمجة أفكارنا وسلوكياتنا. مع الصيام تتغير عاداتنا اليومية، نركز على سلوكياتنا،والبعض ينظر لتلك الأمور على حد الهزار فيقولون:” ولما الشياطين مسلسلة كل دي أفكاري أنا !”
لكن كيف يمكننا اتخاذ الصيام وسيلة لبرمجتنا الذهنية؟

• كسر العادات السلبية:
البعض يعتقد أن القهوة والتدخين مسيطرين عليه، لكننا نمنع قسرًا من الطعام والشراب خلال نهار رمضان، وبالتالي نتحكم بالأكل العاطفي، التدخين، القهوة… وبالتالي يمكننا إعادة تقييم تلك العادات واستبدالها بأخرى إيجايية.

• إعادة التفكير في الأولويات:
الصيام يجعلنا نعيد النظر في الأشياء الهامة في حياتنا، والضروريات والكماليات، حتى نستطيع تصفية الذهن تجاه للأشياء المهمة فقط.
على سبيل المثال: شخص يبدأ يومه على صفحات التواصل الاجتماعي وبهذا أهمل أعماله الهامه، لكن في رمضان يكون لديه طاقة محدودة بسبب الصيام وعليه استثمارها بحكمة، ويدرك أن الوقت المهدر يمكنه استغلاله في العبادة، تطوير الذات، التواصل مع عائلته .

• تنمية الأفكار والمشاعر:
أولًا الأفكار:
الصيام يوفر فرصة للتأمل في الحياة، ومراجعة الأولويات، والتفكير في القيم التي نعيش بها.
يساعد في تهذيب التفكير، حيث يصبح العقل أكثر صفاءً وأقل تشويشًا بالمغريات اليومية.عندما يقل تركيزنا على الأمور المادية، ينشط العقل في استكشاف أفكار جديدة وإيجاد حلول مختلفة للمشكلات.
لحظات الجوع والانتظار تعلمنا الصبر الذهني وتعزز قدرة الدماغ على التحليل والتفكير العميق.

ثانيًا المشاعر:
* تقوية الصبر والتحكم في الانفعالات، الصيام يساعد في ضبط النفس، حيث نتعلم التحكم في الغضب والتوتر والاستجابة للمواقف بهدوء، يعلمنا كيف نواجه التحديات بدون ردود فعل متسرعة، مما يجعلنا أكثر نضجًا عاطفيًا.
ويساعد في تحقيق السلام الداخلي حيث يقلل الصيام من التوتر والضغوط اليومية، مما يعزز مشاعر الراحة والسكينة، يساعد في التخلص من المشاعر السلبية مثل الحسد أو الغضب، ويُعوّد النفس على الرضا والقناعة.
ويمكننا تطبيق ذلك من خلال: تسجيل النعم اليومية التي نشعر بها أثناء الصيام، التدريب على عدم الاستجابة الانفعالات فور حدوث المحفزات السلبية، الانخراط في مساعدة الغير لتنمية التعاطف.

• تعزيز قوة الإرادة والانضباط:
الامتناع عن الملذات اليومية يقوي الإرادة، ويدرب العقل على التحكم في الرغبات مما يساعد على اكتساب عادات جديدة

• تعزيز الوعي الذاتي من خلال النظر إلى عادتنا سواء كانت مرتبطة بالطعام، أو الأفكار، أو السلوكيات

شهر رمضان يأتي محملًا بالخيرات، وعلينا جدولة كل شيء، بمعنى اكتساب كل العادات الجيدة فيه، ومحاولة استغلال الوقت الاستغلال الجيد، وعند رحيل ذلك الضيف الكريم واستقبال العيد بالفرحة والسرور يجب علينا الجلوس منفردين نفكر في بما خرجنا من هذا الشهر
* ما هي السلوكيات التي تم استبدالها؟
* كيف يمكننا الحفاظ عليها بعد رمضان؟
ويجب قبل دخول شهر رمضان أن نحدد قائمة والسلوكيات الغير مرغوبة محاولة التخلص منها .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى