د/حسين السيد عطيه
أكدت الأستاذة الدكتورة منى محمد إبراهيم أستاذ باحث بمعهد بحوث التقنيات الحيوية – المركز القومي للبحوث أهمية البقوليات كمصدر للبروتينات الهامة وليس الاعتماد على المصدر الحيواني فقط وذلك لغنى البقوليات بالبروتينات الهامة والتي تسمى مثبطات البروتيازات، والتي تتميز بقدرتها على الحد من نمو الخلايا السرطانية.
حيث أوضحت الدراسات السابقة أن إنزيمات البروتيازات مهمة في العمليات الحيوية من أهمها هضم وتحلل البروتينات المختلفة. ولكن يجب أن يحدث توازن بين إنزيمات البروتيازات ومثبطاتها، وأي خلل في هذا التوازن يؤدي للعديد من الأمراض من أهمها السرطان حيث تشارك إنزيمات البروتيازات في المراحل المختلفة للسرطان بدءا من إحداث الورم ونموه وانتشاره.
كما وُجد أن التربسين، وهو أحد أنواع بروتيازات السيرين الهضمية المعروفة، يشارك في أنواع مختلفة من السرطان، ويعزز نموه وانتشاره.
وقد أجرت الدكتورة منى وفريقها البحثي دراسة لفصل وتنقية وتوصيف مثبطات البروتيازات (PIs) من ثلاثة بذور بقولية مختلفة وهم فول الصويا، واللوبيا، والحمص، تم استخدام تقنيات ترسيب كبريتات الأمونيوم، والتبادل الأيوني، والترشيح الهلامي لتنقية مثبطات البروتيازات، والتي كانت فعالة في الحصول على مثبطات بروتيازات نقية، وأعطت نشاطًا تثبيطي أعلى مقارنةً بالمستخلصات الخام.
وتم اختبار مثبطات البروتيازات النقية على ثلاث أنواع من الخلايا السرطانية والتي تشمل الخلايا السرطانية للرئة والكبد والقولون.
أظهرت الدراسة أن مثبطات البروتيازات المعزولة من البقوليات الثلاثة لها نشاط فعال في موت الخلايا السرطانية، وخاصة تلك المعزولة من فول الصويا حيث أعطت أقوى نشاط تثبيطي مقارنةً بالبقوليات الأخرى، و قللت من نشاط إنزيم التربسين بشكل ملحوظ حتى عند التركيزات المنخفضة، وأظهرت أقل قيمة IC50، بالإضافة إلى زيادة فعاليتها ضد خلايا السرطان، وخاصةً الخلايا السرطانية للكبد والقولون.
أوصت الدراسة أن مثبطات البروتيازات فعّالة كعوامل مضادة للسرطان. وأن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات في الأبحاث المستقبلية لاكتشاف فعاليتها الإضافية وآلية تأثيرها.
