
د. إيـمـان بـشـيـر ابـوكـبـدة
أطلقت السلطات في محافظة الأنبار غربي العراق حملات واسعة لمواجهة انتشار نبتة “الداتورة” السامة، التي تشكل تهديدًا خطيرًا على صحة الإنسان والحيوان. وتأتي هذه التحركات في ظل تحذيرات رسمية من خطورة هذه النبتة التي تحتوى على مركبات كيميائية تؤثر مباشرة على الجهاز العصبي، وقد تسبب الوفاة في حال تناولها.
نبات الداتورة هو جنس من النباتات المزهرة السامة، ينتمي إلى فصيلة الباذنجانيات. يعرف هذا النبات بعدة أسماء شائعة أخرى مثل “شجرة الشيطان” أو “زمارة الشيطان”، وذلك بسبب آثاره السامة والهلوسية القوية.
الخصائص الشكلية للنبات
الأوراق: عريضة، بيضاوية الشكل، وحوافها مسننة أو متموجة.
الأزهار: كبيرة الحجم، بوقية الشكل (تشبه البوق)، وتتراوح ألوانها بين الأبيض، والأصفر، والوردي، والبنفسجي.
الثمار: كروية أو بيضاوية مغطاة بالأشواك، وعند نضجها تنقسم لتُطلق العديد من البذور.
الرائحة: للنبات رائحة قوية وغير محببة عند سحق أوراقه.
المكونات الكيميائية السامة
يحتوى نبات الداتورة على مجموعة من المركبات الكيميائية القلويدية شديدة السمية، وأهمها:
الأتروبين: يستخدم في الطب بجرعات دقيقة، لكنه سام بتركيزات عالية.
السكوبولامين: يعرف أيضًا باسم “عقار الهلوسة”، ويُستخدم في بعض الأدوية لعلاج دوار الحركة، لكنه خطير جدًا بجرعات زائدة.
الهيوسيامين: له تأثيرات مشابهة للأتروبين.
توجد هذه المواد السامة في جميع أجزاء النبات، بما في ذلك الأوراق، الأزهار، البذور، والجذور.
التأثيرات الصحية للتعرض للسموم
التعرض لسموم الداتورة سواء عن طريق التناول أو الامتصاص عبر الجلد يمكن أن يسبب أعراضًا خطيرة، تبدأ عادةً بـ:
جفاف الفم والحلق.
اتساع حدقة العين وتشوش الرؤية.
زيادة معدل ضربات القلب.
هلوسة سمعية وبصرية.
ارتباك وفقدان للذاكرة.
في الحالات الشديدة، قد يؤدي التسمم إلى تشنجات، غيبوبة، وفشل في الجهاز التنفسي، مما قد يسبب الوفاة إذا لم يتم التدخل الطبي بشكل عاجل.
يعد هذا النبات خطيرًا بشكل خاص بسبب مظهره الجذاب الذي قد يغري الأطفال أو غير العارفين بخطورته، بالإضافة إلى أن بعض الناس قد يستخدمونه لأغراض ترفيهية أو علاجية بشكل غير مشروع، مما يزيد من احتمالية التسمم.