ياسمين إبراهيم
في اكتشاف علمي مثير يلقي الضوء على أسرار أعماق المحيطات التي ما زال معظمها مجهولًا، رصد فريق من علماء الأحياء البحرية نوعًا جديدًا من سمك الحلزون (Snailfish) في أعماق المحيط الهادئ، على عمق يتجاوز 3,000 متر تحت سطح البحر.
السمكة الجديدة التي أُطلق عليها اسم “بامبي” لملامحها البريئة ومظهرها غير المألوف، وُصفت بأنها “أظرف وحش بحري على الإطلاق” لما تجمعه من غرابة الشكل ولطافته في آنٍ واحد.
أظهر التسجيل المصوَّر للسمكة، التي تم اكتشافها على عمق 3,268 مترًا، مخلوقًا بحريًا صغير الحجم يتميز بلون وردي باهت، ورأس مستدير، وعيون كبيرة لافتة للنظر.
ويغطي جسم “بامبي” نتوءات دقيقة، بينما تحيط بالرأس شعيرات تشبه اللحية، ما يمنحها مظهرًا غريبًا وساحرًا في الوقت نفسه.
أطلق الباحثون على هذا النوع اسمًا علميًا هو Careproctus colliculi، وهو واحد من ثلاثة أنواع جديدة تم تحديدها خلال الحملة الاستكشافية الأخيرة، وجميعها تنتمي إلى عائلة Liparidae (عائلة سمك الحلزون).
أما النوعان الآخران فهما:
Careproctus yanceyi ويُعرف باسم “السمكة المظلمة” (Dark Snailfish).
Paraliparis em وتُعرف باسم “السمكة الأنيقة” (Sleek Snailfish).
يشير العلماء إلى أن سمك الحلزون يعد من أكثر الكائنات تكيفًا مع الظروف القاسية في الأعماق السحيقة، حيث الضغط الهائل ودرجات الحرارة المنخفضة.
وتُظهر الدراسات أن بعض أفراد هذه العائلة قد تكون هشة للغاية لدرجة أنها “تذوب” أو تتفكك عند خروجها سريعًا إلى السطح.
يرى الباحثون أن اكتشاف “بامبي” وأقرانها يفتح الباب أمام فهم أعمق للتنوع البيولوجي في أعماق البحار، ويؤكد أن ما نعرفه حتى الآن عن هذا العالم الغامض لا يزال جزءًا صغيرًا من الصورة الكاملة.
ويعد هذا الاكتشاف دليلاً جديدًا على أن أسرار المحيطات لا تنتهي، وأنها ما زالت تخبئ في أعماقها كائنات مدهشة لم تطأها أعين البشر من قبل.
