كتبت: د. إيمان بشير ابوكبدة
اللبان الذكر هو مادة صمغية عطرية تُستخرج من أشجار تنتمي إلى جنس البوسويليا، وتنمو هذه الأشجار بشكل خاص في مناطق من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والهند. يُعرف أيضًا بأسماء مثل الكندر أو الشحري.
الفرق بين اللبان الذكر واللبان المر
مصطلح لبان الذكر يشير إلى نوع معين أو جودة معينة من اللبان الذكر. وكلمة المر تصف طعمه الذي غالبًا ما يكون شديد المرارة.
كلاهما يُستخرج من شجرة اللبان من جنس البوسويليا، وكلاهما من المواد الراتنجية التي تُفرزها الشجرة. قد تطلق بعض المناطق تسميات مختلفة على اللبان بناءً على قوامه أو لونه أو طعمه، مما يؤدي إلى الخلط بينها.
المواصفات
لبان الذكر: شفاف أو أصفر فاتح، ذو ملمس ناعم، ويتميز برائحة عطرية قوية.
المُر: يشير إلى المادة ذات اللون البني الداكن إلى المحمر، والقوام الصلب والخشن.
الاستخدامات
يستخدم كل من اللبان الذكر والمر في مجالات متشابهة من الطب الشعبي والعلاجات التقليدية.
أبرز الخصائص والفوائد الشائعة للبان الذكر
استخدم اللبان الذكر منذ آلاف السنين في الطب التقليدي والطقوس الدينية ومستحضرات التجميل، ويرجع جزء كبير من فوائده إلى احتوائه على مركبات نشطة، أهمها الأحماض البوسويلية التي لها خصائص قوية.
الخصائص المضادة للالتهاب
يعد من أهم استخداماته، حيث تعمل الأحماض البوسويلية على تثبيط الإنزيمات المسؤولة عن التفاعلات الالتهابية في الجسم (مثل أنزيم LOX-5).
يساهم في تخفيف أعراض التهاب المفاصل الروماتويدي وغيره من حالات الالتهاب، مما قد يساعد في تسكين الألم وتحسين الحركة.
صحة الجهاز التنفسي
يستخدم تقليديًا للمساعدة في تطهير الصدر والجهاز التنفسي.
يعتقد أنه فعال في تهدئة السعال والتخلص من البلغم.
العناية بالبشرة والجمال
يستخدم في صناعة مستحضرات التجميل لفوائده المتعددة للبشرة، ومنها:
مقاومة علامات التقدم في السن: يساعد في شد البشرة وتعزيز مرونتها.
تفتيح وتوحيد لون البشرة: يساهم في تفتيح التصبغات ومعالجة البقع الداكنة.
مضاد للبكتيريا والفطريات: يساعد في علاج بعض التهابات الجلد والبشرة وتقليل آثار الحبوب والندبات.
دعم المناعة والجهاز الهضمي
يحسن من استجابة الجهاز المناعي.
يستخدم للمساعدة في علاج بعض مشاكل الجهاز الهضمي والتهابات القولون.
فوائد أخرى
تحسين المزاج والاسترخاء: يُستخدم كبخور وزيت عطري للمساعدة في تقليل التوتر والقلق وتحسين الصحة العقلية.
صحة الرجال والنساء: قد يساهم في زيادة خصوبة الرجال (في دراسات على الحيوانات)، وبالنسبة للنساء يُعتقد أنه يساعد في تنظيم الهرمونات النسائية وتخفيف أعراض الدورة الشهرية.
طرق الاستخدام الشائعة
منقوع لبان الذكر (للشرب): يتم نقع قطع من لبان الذكر في ماء بارد (غالبًا ليلة كاملة) ثم يُشرب المنقوع على الريق.
المضغ: يمكن مضغ اللبان كعلكة طبيعية.
الاستخدام الموضعي: يُستخدم زيته العطري (يجب تخفيفه بزيت ناقل) أو الكريمات التي تحتوى على خلاصته للبشرة والمفاصل.
البخور: يُحرق اللبان كبخور لرائحته العطرية النقية ولتنقية الأجواء.
محاذير وموانع استخدام لبان الذكر
يجب على بعض الفئات تجنب استخدام لبان الذكر تماماً أو استخدامه بحذر شديد وتحت إشراف طبي:
الحمل والرضاعة: يُعتبر اللبان الذكر غير آمن للحوامل، حيث يُعتقد أنه قد يحفز الدورة الشهرية ويزيد من خطر الإجهاض. كما يُفضل تجنبه أثناء الرضاعة لعدم وجود أدلة كافية على سلامته للرضيع.
التفاعل مع الأدوية المميعة للدم (مضادات التخثر): اللبان الذكر قد يزيد من سيولة الدم، وبالتالي فإن تناوله بالتزامن مع أدوية مثل الأسبرين أو الوارفارين قد يزيد بشكل كبير من خطر النزيف.
أمراض المناعة الذاتية: بما أن اللبان الذكر يؤثر على الجهاز المناعي، فإنه قد يزيد من تفاقم أعراض أمراض المناعة الذاتية مثل التهاب المفاصل الروماتويدي والذئبة.
مشاكل الكلى: الإفراط في تناول منقوع اللبان الذكر قد يُرهق الكلى، خاصةً لمن يعانون من مشاكل كلوية سابقة، لأنه يعمل كمدر للبول.
التفاعلات الدوائية الأخرى: قد يتداخل اللبان الذكر مع فعالية أدوية أخرى، مثل أدوية السكري، وأدوية الضغط، ومثبطات المناعة. لذلك، من الضروري استشارة الطبيب في حال كنت تتناول أي دواء بانتظام.
الآثار الجانبية المحتملة
عند تناول اللبان الذكر عن طريق الفم، قد تظهر بعض الآثار الجانبية الخفيفة، وتحدث عادةً عند الاستخدام بجرعات عالية أو لدى الأشخاص ذوي المعدة الحساسة:
مشاكل الجهاز الهضمي: مثل الغثيان، آلام البطن، حموضة المعدة، الارتجاع الحمضي، وأحياناً الإسهال أو الإمساك.
الحساسية: قد يعاني بعض الأشخاص من رد فعل تحسسي يظهر على شكل طفح جلدي، حكة، أو جفاف في الجلد (خاصة عند الاستخدام الموضعي دون تخفيف الزيت العطري).
أعراض عامة: قد تحدث بعض الأعراض غير المحددة مثل الصداع أو الحمى.
