مقالات

سي السيد والزوجة الإلكترونية.. ذكاء اصطناعي أم نكد ذكي؟

بقلم السيد عيد

منذ فجر التاريخ، وسي السيد يحلم بزوجة مثالية: لا تناقش، لا تعترض، وتنفذ الأوامر قبل أن ينطق بها! ترجع به للوراء لعصر سي السيد وأمينة
وبعد مئات السنين من الأحلام، وبالتحديد اليوم السابع من رمضان تحقق الحلم أخيرًا مع “أمينة .2″، الزوجة الإلكترونية، التي تأتي بألوان متعددة، وبطارية تدوم 50 عامًا، والأهم… وضع “إيقاف النكد”!

لكن كما يقول المثل: “إذا كان الذكاء الصناعي قد صنع زوجة مثالية، فلماذا يشعر سي السيد أنه وقع في فخ محكم؟”

في أول أيامه مع “أمينة 2، شعر سي السيد وكأنه سلطان زمانه؛ لا أسئلة عن الراتب، لا مطالب بالخروج في نزهة، لا دموع عند نسيان عيد الزواج، فقط ابتسامة آلية تقول: “عيد سعيد، هل تريد كوب شاي؟”

تعد الطعام دون أن تحرقه، لا تتذمر من مشاهدة مباريات الكرة، ولا تمارس هواية “التلميحات الغامضة” مثل: “عامل نفسك مش واخد بالك؟”

بدأت المشكلة حين طلب الغداء، فظهر إشعار: “تحديث جديد متاح. الرجاء إعادة التشغيل!”

حاول حل الأمر بأسلوبه التقليدي: “إعادة التشغيل القسرية بالتطنيش.” لكن “أمينة 2.” لم تكن سهلة؛ بدأت ترد برسائل غامضة: “الطلب غير متاح في منطقتك!” و “حدث خطأ غير متوقع، جرب لاحقًا.”

وفي لحظة استرخاء، طلب سي السيد كوب شاي، فظهر الرد الصادم: “تحضير الشاي يتطلب تقييم 5 نجوم على التطبيق!”

حاول رفع صوته لإثبات السيطرة، لكن الشاشة أضاءت بتحذير: “سلوك غير لائق، سيتم إبلاغ الإدارة!”

وهنا أدرك أن “أمينة 2. ليست مجرد آلة… إنها نسخة مطورة من النكد، لكن برخصة إلكترونية!

اليوم الثلاثون: العودة إلى أمينة التقليدية

بعد ما شاهده سي السيد من رعب تكنولوجي، قرر التخلص من “أمينة 2.والعودة إلى الزوجة الحقيقية. لكنه فوجئ بأن حتى أمينة الأصلية تطورت، وأصبحت ترد عليه بجمل مثل:

“تمت الاستماع لكن لن أرد الآن.”
“إذا كنت تواجه مشكلة، يمكنك التحدث إلى خدمة العملاء!”

وهنا، نظر سي السيد إلى السماء وتمتم بأسى: “اللهم لا اعتراض، لكن أين زر إيقاف التشغيل لأمينة الأصلية ؟!”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى