بقلم /دارين محمود
لماذا كلما اقتربت من السعادة تركتك، وكأنها تقول: “أنا لست لكِ”؟
فهي تكمن في راحة وحياة ملائكية… ومن منا يعيش الحياة الملائكية؟
من منا يأخذ من بعض الألم ليصنع منه طريقًا، لا سجنًا؟
من منا سيَنال منا ويُسعدنا؟
أهي نحن؟ هل السعادة في تلك اللحظة العابرة التي نظنها ملكًا لنا، ثم تفلت مثل حبات الرمل؟
أم هي في عيون الآخرين، نترقب إشارة منهم لتمنحنا الاطمئنان الذي لا نجده في دواخلنا؟
نحن نركض نحوها كـ الظمآن نحو السراب، وكلما مددنا أيدينا لنحتضنها، تراجعت خطوة للوراء.
نظنها تقطن في الكمال الغائب، في الحياة التي لا تعرف العثرات، وفي الرضا الذي لا يمسه القلق.
لكن ربما، يا صديقتي، السعادة لم تبتعد، بل نحن من وضعنا لها شروطًا مستحيلة للظهور.
وضعناها في الغياب، بينما هي تهمس في اليوم الحاضر، في القهوة الدافئة، في نسمة هواء، وفي قوة الوقوف بعد السقوط.
لعلها لا تريد أن تكون هدفنا الأوحد، بل رفيقتنا الصامتة في طريقنا الشاق.
لعلها تقول: “أنا لست لكِ لتتملكيني،
بل لكِ لتستشعري وجودي في أصغر التفاصيل… ابحثي عني في قبولكِ لألمكِ، لا في نفيكِ له.”
ولعل الحياة الملائكية هي وهم نتمناه
بينما الحياة الحقيقية تكمن في شجاعة العيش بقلب موجوع أحيانًا، ولكنه متفائل دائمًا.
