بقلم /دارين محمود
في بداية العبور تسعى بحماس تشعر أن هذا الطريق هو الاختيار المناسب لذاتك..
ثم تكتشف أول حفرة.. فتظنها عثرة عابرة، تقفز فوقها بيقين الواثق، وتنفض غبار الطريق عن ثياب أحلامك. لكن الأرض تحت قدميك تبدأ بالبوح بأسرارها؛ فالحفرة تستدرج الأخرى، والمنعطفات التي بدت في البداية ممهدة، صارت زوايا حادة تنهش من طاقة روحك.
تتوقف قليلًا، تلتفت للوراء، فتجد أن المسافة التي قطعتها أبعد من أن تُنسى، وأقصر من أن تُوصلك. تدرك حينها أن بعض الطرقات لم تُخلق لنعبرها بسلام، بل خُلقت لتختبر قدرتنا على التخلي، أو لتعلمنا أن “الوجهة” ليست دائمًا في نهاية الدرب، بل في التوقف عن الركض خلف سرابٍ لا يشبهنا.
في تلك اللحظة، يتغير السؤال؛ بدلًا من “كيف أصِل؟”، يصبح: “كيف أعود إليّ؟”. فليست كل الطرق التي تلمع تحت شمس الحماس هي طرقنا، وبعض التراجع ليس هزيمة، بل هو انحيازٌ ذكيّ لقلبٍ كاد أن يضيع في زحام العبور الخاطئ.
