ديني

يوم عرفة وفضله العظيم

د/ حمدان محمد

يوم عرفة من أعظم الأيام عند الله تعالى وهو اليوم التاسع من شهر ذي الحجة يقف فيه الحجاج على صعيد عرفات متضرعين إلى الله بالدعاء والرجاء ويتسابق فيه غير الحجاج من المسلمين إلى الطاعة والعبادة فهو يوم مشهود أقسم الله به في كتابه فقال (وشاهد ومشهود) وقال المفسرون الشاهد هو يوم الجمعة والمشهود هو يوم عرفة

ويكفي يوم عرفة شرفًا أن الله تعالى أكمل فيه الدين وأتم فيه النعمة ففي صحيح البخاري عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رجلًا من اليهود قال له يا أمير المؤمنين آية في كتابكم تقرؤونها لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدًا قال وأي آية قال (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينًا )قال عمر قد عرفنا ذلك اليوم والمكان الذي نزلت فيه على النبي صلى الله عليه وسلم وهو قائم بعرفة يوم الجمعة

ومن فضل هذا اليوم أن صيامه يكفر سنتين كما جاء في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده )وهذا الفضل لمن لم يكن حاجًا أما الحاج فلا يُستحب له الصيام لأنه يوم مشقة وتعب ويحتاج فيه إلى القوة على العبادة والدعاء

ويستحب في يوم عرفة الإكثار من الدعاء والذكر وقراءة القرآن وأفضل الدعاء فيه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي (لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير)

فإن يوم عرفة فرصة عظيمة للتوبة والرجوع إلى الله وعتق الرقاب من النار فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدًا من النار من يوم عرفة وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول ما أراد هؤلاء فلنغتنم هذا اليوم المبارك بالصيام والدعاء والذكر والاستغفار ولنرفع أكف الضراعة إلى الله سائلين إياه القبول والغفران وأن يجعلنا من عتقائه في هذا اليوم العظيم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى