نشأة عيدية العيد.. وتطورها عبر الزمن

نجده محمد رضا
تُعد “عيدية العيد” من أقدم العادات الاجتماعية المرتبطة بالأعياد الإسلامية، حيث تُقدَّم الأموال والهدايا للأطفال كنوع من إدخال البهجة والسرور عليهم. وعلى مر العصور، تطورت هذه العادة من أشكالها البسيطة إلى مظاهر أكثر تنوعًا.
النشأة والتاريخ
يرجع أصل العيدية إلى العصر الفاطمي في مصر، حيث كان الخلفاء يمنحون الهدايا والأموال لكبار رجال الدولة وعامة الشعب في المناسبات الدينية، خاصة في عيدي الفطر والأضحى. ومع الوقت، أصبحت العيدية تقليدًا اجتماعيًا انتقل من الحكام إلى عامة الناس، حيث اعتاد الآباء والأقارب تقديمها للأطفال كوسيلة للتعبير عن الفرحة بالعيد.
تطور العيدية عبر العصور
العصور الإسلامية الأولى
كانت العيدية تُقدم على شكل دنانير ذهبية أو فضية، بالإضافة إلى الحلوى والهدايا الرمزية.
العصر العثماني والمملوكي
استمرت العادة وأصبحت العيدية جزءًا من العطاء الرسمي للدولة للجنود والمسؤولين.
القرن العشرين
انتشرت العيدية بين الأسر وأصبحت تأخذ شكل النقود الورقية، خصوصًا مع تطور العملات المالية.
العصر الحديث
مع التقدم التكنولوجي، تحولت العيدية إلى أشكال رقمية مثل التحويلات البنكية، والمحافظ الإلكترونية، وحتى بطاقات الهدايا الإلكترونية.
رمزية العيدية في المجتمع
تُعبّر العيدية عن معاني التكافل الاجتماعي وتعزز الروابط الأسرية، حيث يحرص الكبار على إسعاد الصغار، مما يخلق جوًا من المحبة والمودة. كما أن تقديم العيدية يرسخ مفهوم العطاء في نفوس الأطفال.
أشكال العيدية اليوم
لم تعد العيدية تقتصر على المال فقط، بل تنوعت لتشمل الألعاب، الأجهزة الإلكترونية، بطاقات الهدايا، أو حتى التجارب الترفيهية مثل تذاكر السينما والمتنزهات. كما أصبحت بعض الأسر تعتمد على تقديم العيدية بطرق مبتكرة مثل التغليف الفاخر أو إرفاقها برسائل تحفيزية.
تبقى العيدية واحدة من أجمل التقاليد التي تعكس فرحة العيد في المجتمعات العربية والإسلامية، بغض النظر عن شكلها أو قيمتها. فهي ليست مجرد مبلغ مالي، بل تعبير عن الحب والاهتمام، وتظل ذكرى جميلة محفورة في قلوب الأطفال والكبار على حد سواء.