تقارير

سيول أمريكية: آلاف النازحين وخسائر كارثية

بقلم : جمال حشاد

في مشهد مأساوي يرسخ في الذاكرة، اجتاحت فيضانات عارمة ولاية تكساس الأمريكية، مخلفة وراءها دمارًا واسع النطاق، ومأساة إنسانية غير مسبوقة، إذ اضطر آلاف المواطنين إلى إخلاء منازلهم، وسط استمرار هطول الأمطار وارتفاع منسوب الأنهار.

بدأت الفيضانات بعد ثلاثة أيام متواصلة من أمطار غزيرة، فاقت المعدلات الطبيعية بثلاثة أضعاف، ما تسبب في انهيار سدود محلية، وغرق مساحات واسعة من المدن الكبرى كـ”هيوستن” و”أوستن” و”سان أنطونيو”.

ضحايا وخسائر مروعة

أعلنت السلطات أن عدد الضحايا ارتفع إلى 18 قتيلًا، معظمهم جراء الغرق أو انهيارات أرضية مفاجئة، فيما لا يزال عشرات الأشخاص في عداد المفقودين.

الخسائر حتى الآن تشمل:

تدمير أكثر من 12 ألف منزل.

انقطاع الكهرباء عن 300 ألف مشترك.

توقف تام للأنشطة الاقتصادية في المناطق المنكوبة.

أضرار جسيمة في شبكات المياه والكهرباء والطرق والجسور.

عمليات إنقاذ واستجابة طارئة

أعلنت ولاية تكساس حالة الطوارئ في أكثر من 20 مقاطعة، فيما جرى نشر قوات الحرس الوطني، واستخدام المروحيات والزوارق لإجلاء أكثر من 15 ألف شخص. كما جرى افتتاح مراكز إيواء مؤقتة، وتوزيع مساعدات طبية وغذائية للمتضررين.

فرق البحث والإنقاذ لا تزال تبحث عن ناجين، فيما تشير التقارير إلى أن بعض المواطنين ظلوا عالقين لأكثر من 48 ساعة على أسطح منازلهم بانتظار النجدة.

جهود محلية ودولية مكثفة

سارعت منظمات إنسانية، من بينها الصليب الأحمر الأمريكي ومنظمة “أنقذوا الأطفال”، إلى تقديم الدعم العاجل. كما عرضت عدة دول، منها كندا والمكسيك، إرسال مساعدات طبية ولوجستية، في حين وجّه الرئيس الأمريكي خطابًا تعهد فيه بتوفير الدعم الكامل للمتضررين، وتخصيص موارد فيدرالية عاجلة لإعادة الإعمار.

تحذيرات من تكرار الكارثة بسبب تغير المناخ

وحذر خبراء المناخ من أن ما حدث ليس حالة استثنائية، بل نموذج متكرر بسبب التغير المناخي المتسارع. وقالت “هيئة التنبؤ البيئي الوطني” إن ارتفاع حرارة المياه وسرعة الرياح الرطبة ساهمتا في تشكل سحب كثيفة وعواصف غير مسبوقة.

خطة لإعادة الإعمار

أعلنت الحكومة الفيدرالية عن خطة إعادة إعمار فورية تشمل:

ترميم البنية التحتية.

تقديم تعويضات جزئية للمتضررين.

توفير مساكن بديلة مؤقتة.

تطوير أنظمة إنذار مبكر للفيضانات والعواصف.

كارثة فيضانات تكساس هي جرس إنذار جديد بضرورة الاستعداد للكوارث الطبيعية ومواجهة تداعيات تغير المناخ. وبينما يتكاتف المجتمع المحلي والدولي للتغلب على هذه المحنة، تبقى الأولوية الآن لإنقاذ الأرواح، وإعادة بناء ما دمرت

ه الطبيعة، ووضع حلول جذرية لمنع تكرار المأساة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى