كتب : جمال حشاد
جبل الطور، المعروف أيضًا بجبل سيناء، هو أحد الجبال المقدسة ذات المكانة الدينية والتاريخية العظيمة، ويقع في شبه جزيرة سيناء في جمهورية مصر العربية. يُعتبر هذا الجبل من أبرز المعالم الدينية المرتبطة بالديانات السماوية الثلاث: الإسلام، والمسيحية، واليهودية، إذ يعتقد أن النبي موسى عليه السلام تلقى على هذا الجبل ألواح التوراة وتكلم مع الله عز وجل.
الموقع الجغرافي: يقع جبل الطور في جنوب شبه جزيرة سيناء، بالقرب من دير سانت كاترين، ويبلغ ارتفاعه حوالي 2,285 مترًا فوق سطح البحر. المنطقة المحيطة بالجبل تتميز بطبيعتها الجبلية الوعرة، وتحتوي على وديان ومنحدرات خلابة تجذب الزوار والسياح من مختلف أنحاء العالم.
الأهمية الدينية:
في الإسلام: ذكر الله تعالى جبل الطور في القرآن الكريم في عدة مواضع، منها:
قوله تعالى: “وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ. [سورة التين].
وقوله: “وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ” [سورة البقرة: 93].
يُعد الجبل المكان الذي كلم فيه الله تعالى نبيه موسى عليه السلام مباشرة، وهو من الأماكن القليلة التي تجلى فيها الله للجبل فجعله دكًا وخرّ موسى صعقًا.
في المسيحية واليهودية:
يُعرف الجبل باسم جبل سيناء، وتُعتبره المسيحية واليهودية الموقع الذي صعد إليه النبي موسى وتلقى فيه الوصايا العشر. يقع بالقرب من الجبل دير سانت كاترين، الذي يُعد من أقدم الأديرة في العالم ويحتوي على مكتبة دينية ومخطوطات نادرة.
السياحة والزيارات: يُعد جبل الطور وجهة سياحية دينية وطبيعية. يقوم الزوار، سواء لأغراض دينية أو للاستمتاع بجمال الطبيعة، بتسلق الجبل ليلاً غالبًا للوصول إلى القمة قبل شروق الشمس، حيث المنظر البانورامي الخلاب. ويترافق الصعود غالبًا مع مرشدين محليين أو رحلات منظمة.
إن جبل الطور ليس مجرد معلم جغرافي، بل هو رمز روحي عميق يجمع بين الأديان السماوية الثلاث، ويحتفظ بتاريخ طويل من العبادة والتقديس. وما زال إلى يومنا هذا مقصدًا للباحثين عن الصفاء الروحي، والمحبين للطبيعة، وعشاق التاريخ.
