مقالات

قعدة بلدي | خزنة نوال تشغل الإعلام… والجوع يشغل الناس!

بقلم السيد عيد 

في زمن كله غلاء، واللحمة بقت للفرجة، والعيش محتاج واسطة، يطلع علينا الإعلام بقضية الموسم: “خزنة نوال الدجوي”!

آه والله يا جماعة… خزنة!

مش سعر الرغيف، ولا مصير الجنيه، ولا الشباب اللي نايم في طابور الهجرة… لا لا لا، الموضوع أكبر: خزنة اتسرقت!

برنامج الحكاية طالع يحتفل كأنه لقى كنز علي بابا في شقة “ماما نوال”:

“جريمة مدوية” في عالم التعليم الخاص!

 المحامي محمد إصلاح – واللي شكله محتاج إصلاح فعلاً – طلع يقول: “الخزن كانت فاضية من الهوا!”

 ونوال؟ بتظهر عادي جدًا في المؤتمرات، بكامل الأناقة، كأنها مش خارجة من قسم… كأنها خارجة من مجلة موضة!

والمفاجأة؟

الحدوتة دي كلها متذاعة مجانًا على منصة شاهد!

يعني لو تلاجتك فاضية، وعندك فراغ في القلب قبل البطن… إحنا عندنا التسلية اللي تناسب حالتك الاقتصادية!

لكن لو بصينا بعين الجد شوية، هنلاقي إن الخزنة اللي فعلاً فاضية… هي خزنة المواطن.

فاضية من العدل، من الأمل، من الرحمة…

والمصيبة إن اللي فاضي بجد، هو جيب الناس مش الخزن!

هو إحنا فعلاً وصلنا لمرحلة إن “خزنة نوال” بقت أهم من خزائن الدولة؟

ولا من معدة طفل جعان؟

ولا من حلم شاب بيتمرمط عشان وظيفة بـ٣٠٠٠ جنيه ومواصلات بـ٤٠٠٠؟

حرية الإعلام؟ أيوه حرية حقيقية مطلوبة…

لكن لما تتحول للعبة دخان، تغطي بيها على وجع الناس، ساعتها الإعلام ما يبقاش إعلام…

يبقى برنامج كارتون، والناس فيه ضيوف شرف، بيتفرجوا على نفسهم وهما بيتسرقوا وهم بيضحكوا!

خزنة نوال؟

دي مش القصة… القصة إن اللي ما بقاش عنده لا خزنة ولا حتى دولاب، هو الشعب نفسه!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى