صلاة الفجر: طاقة النور وبداية الأمان

أحمد حسني القاضي
صلاة الفجر ليست مجرد ركعتين تُؤدّيان في وقت مبكر، بل هي نقطة تحوّل يومية في حياة المسلم، لحظة صفاء وتجديد للنية، وبداية مفعمة بالسكينة والنور. وقد أولى الإسلام هذه الصلاة مكانة عظيمة، وجاء في فضلها نصوص كثيرة تجمع بين الأجر، والحفظ، والطمأنينة، والبركة.
1. بركة في اليوم كله
قال النبي صلى الله عليه وسلم: “اللهم بارك لأمتي في بكورها”، أي في استيقاظها المبكر. فصلاة الفجر هي مفتاح هذا البكور المبارك، وبدايتها المضيئة.
2. حفظ الله وعنايته
في الحديث الشريف: “من صلى الصبح فهو في ذمة الله”، أي في حفظه ورعايته. لا شعور أعظم من أن يبدأ الإنسان يومه وهو في أمان الله وعهده.
3. طمأنينة النفس وراحة القلب
السكينة التي تسبق شروق الشمس لحظة مميزة، تملأ القلب بالهدوء والطمأنينة. من يواظب على صلاة الفجر، يشعر براحة داخلية وصفاء نفسي لا يُوصف.
4. تنشيط الجسد وتنظيم الحياة
الاستيقاظ مبكرًا له فوائد صحية مؤكدة، منها: تحسين الدورة الدموية، وصفاء الذهن، وتنظيم الساعة البيولوجية، مما ينعكس على النشاط والإنتاجية طوال اليوم.
5. تشهدها الملائكة
قال تعالى: “وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودًا”. الملائكة تشهد هذه الصلاة، فتُسجل في صحائف العبد، وتُعد من أعظم ما يُكتب له في يومه.
6. علامة الإيمان الصادق
صلاة الفجر كانت تُميز الصحابة، حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم: “أثقل الصلاة على المنافقين: صلاة العشاء وصلاة الفجر”؛ لأنهما في وقت يغلب فيه النوم والراحة.
صلاة الفجر ليست مجرد عبادة، بل أسلوب حياة. هي قرار يومي أن تبدأ يومك مع الله، لا مع الانشغال والضياع. من حافظ عليها، حفظته، وفتحت له أبواب الرزق، والنور، والطمأنينة.