لأول مرة.. تفاصيل جديدة عن أسطورة كوبري “إيفل مصر” بحديقة الحيوان

محمد غريب الشهاوي
وسط المساحات الخضراء وأصوات الطيور النادرة بحديقة الحيوان بالجيزة، يقف “كوبري المشاة الحديدي” شامخًا كتحفة معمارية نادرة لا تقل في جمالها ودقتها عن أشهر الجسور الأوروبية. كثيرون لا يعرفون أن هذا الكوبري، الذي يُطلق عليه البعض اسم “كوبري إيفل مصر”، يحمل وراءه قصة فريدة تربط بين القاهرة وباريس.
تراث فرنسي على الأرض المصرية
تم إنشاء الكوبري في أواخر القرن التاسع عشر ضمن مشروع تطوير الحديقة الذي أطلقه الخديوي إسماعيل، وكان الهدف أن تكون الحديقة واحدة من أجمل حدائق العالم. استعان الخديوي بخبرات فرنسية لبناء الحديقة ومرافقها، وكان من بينها هذا الكوبري الذي يُعتقد أن تصميمه من تنفيذ شركة فرنسية كبرى، يُرجّح أنها الشركة التي كانت تحت إدارة المعماري الشهير غوستاف إيفل – مصمم برج إيفل الشهير.
جمال التصميم وروعة التنفيذ
الكوبري مصنوع بالكامل من الحديد المصبوب، يتميز بتصميمه المقوس ودقة زخارفه ونقوشه المعدنية التي تشبه الطراز الباريسي الكلاسيكي. وقد صُمم ليكون أكثر من مجرد وسيلة لعبور الزوار، بل تحفة فنية تجذب الأنظار وتُظهر قوة الصناعة الأوروبية آنذاك.
مكانة خاصة في قلوب الزوار
أصبح الكوبري مع مرور السنوات رمزًا خاصًا داخل الحديقة، وموقعًا مميزًا لالتقاط الصور، خاصة في المناسبات والأعياد. كثيرون من زوار الحديقة يتذكرونه من طفولتهم، ويحرصون على زيارته مع أطفالهم وكأنه شاهد حي على ذكريات الأجيال.
الكنز المنسي
رغم قيمته التاريخية والمعمارية، إلا أن الكوبري ما زال بحاجة إلى توثيق رسمي يبرز أصله وتاريخه. وهناك دعوات متزايدة للحفاظ عليه وتسجيله كأثر معماري مميز، باعتباره جزءًا من التراث المصري الذي يجمع بين الشرق والغرب.