من أعماق التاريخ مخترع الروبوتات قبل أن تُولد التقنية

نجده محمد رضا
قبل أن تُعرف كلمة “روبوت” في العصر الحديث، كان هناك رجل من العصور الإسلامية الذهبية يُدعى بديع الزمان أَبُو العز بن إسماعيل الرزاز الجزري، يُعد من أوائل من وضعوا اللبنات الأولى لعلم الهندسة الميكانيكية والروبوتات، وذلك قبل أكثر من 800 عام.
ولد الجزري في مدينة الجزيرة في جنوب شرق تركيا حاليًا عام 1136م، واشتهر بخدمته كمهندس ميكانيكي في بلاط الحكام الأرتقيين في ديار بكر. كان صاحب خيال علمي واسع وعقل هندسي فذ، ترك للبشرية كتابًا فريدًا من نوعه بعنوان “الجامع بين العلم والعمل النافع في صناعة الحيل”، وهو موسوعة علمية تضمنت أكثر من 50 آلة ميكانيكية، معظمها كانت سابقة لعصرها بمئات السنين.
من أبرز اختراعات الجزري
الإنسان الآلي (الروبوت)
صمم آلة على هيئة خادم آلي تصب الماء لغسل اليدين، وتقدم المنشفة، وكل ذلك يتم أوتوماتيكيًا.
الساعة المائية والفيلة والطيور الميكانيكية: ساعات متقنة التصميم تعمل بالماء والوزن، وتُظهر الوقت بدقة مع عروض مرئية وصوتية.
آلات رفع المياه: طوّر مضخات ذات تصميمات مذهلة، منها ما يعمل بنظام التردّد أو الكرنك، الذي يُعد من الأسس التي بنيت عليها المحركات الحديثة.
لم يكن الجزري مجرد صانع آلات، بل كان مُبتكرًا مزج بين العلم والفن، بين الهندسة والخيال، واستطاع أن يضع تصاميم استُخدمت كأساس لتطوير العديد من الآلات المعاصرة.
في زمنٍ لم تكن فيه التكنولوجيا الرقمية قد وُجدت بعد، كان الجزري يفكر بمنطق “التحكم الذاتي” و”الأنظمة الميكانيكية الذكية”. ومن هنا، يعتبره العديد من المؤرخين الأب الروحي لعلم الروبوتات والهندسة الميكانيكية الحديثة.
لقد سبقت عبقرية الجزري عصره بقرون، وما زال إرثه يُدرّس ويُحتفى به في الجامعات ومراكز البحث العلمي حول العالم، كشاهد على أن الحضارة الإسلامية كانت مهدًا للابتكار والخيال العلمي الواقعي.
الجزري عبقري الروبوتات قبل 800 عام في القرن الـ12 الميلادي ، أذهل “بديع الزمان الجزري” العالم بابتكارات سبقت عصره بقرون ،فكان أول من صمّم آلات ذاتيةالحركة تُعد من أوائل نماذج الروبوتات في التاريخ
من أبرز اختراعاته
• إنسان آلي يُقدّم المشروبات للضيوف.
• ساعات مائية معقدة بدقة هندسية مذهلة.
• آلات موسيقية تعمل تلقائيًا دون تدخل بشري.
الجزري استخدم مفاهيم سبّاقة مثل:
• التروس الدقيقة المعقدة.
• أنظمة التحكم الذاتي.
• الصمامات العائمة.
إنجازاته لم تكن مجرد اختراعات ، بل كانت أسسًا للميكانيكا والروبوتات الحديثة التي نعتمد عليها اليوم اسمه محفور في ذاكرة الحضارة لأنه قدّم علمًا لا يزال ينبض حتى الآن.