وزير حرب الاحتلال الأسبق أفيغدور ليبرمان من فشل في هزيمة حماس خلال سنة و8 أشهر لن يهزمها ولو في 17 سنة قادمة

د/ حمدان محمد
في تصريح مثير يعكس حجم الفشل الذي يواجهه الاحتلال في عدوانه على غزة أقر وزير حرب الاحتلال الأسبق أفيغدور ليبرمان بعجز حكومته عن تحقيق أهدافها المعلنة منذ اندلاع الحرب على القطاع في السابع من أكتوبر عام 2023 وقال ليبرمان صراحة من فشل في هزيمة حماس خلال سنة وثمانية أشهر لن يهزمها ولو بعد سبعة عشر عامًا وأن ليبرمان الذي عُرف بمواقفه المتطرفة خلال توليه وزارة الحرب عاد ليكشف المستور حول العجز العسكري والسياسي الذي يواجهه الاحتلال الإسرائيلي في حربه على المقاومة الفلسطينية فبرغم القوة النارية الهائلة والدعم الدولي والغطاء السياسي لم يتمكن جيش الاحتلال من القضاء على البنية التحتية للمقاومة أو الوصول إلى أي من قيادات الصف الأول لحركة حماس
وتصريحات ليبرمان تأتي في وقت تتزايد فيه الانتقادات الداخلية في الكيان الصهيوني حيث يرى كثير من المحللين أن الحكومة الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو تقود البلاد إلى مأزق استراتيجي قد تكون له تبعات كارثية على المدى الطويل فالحرب المستمرة لم تحقق أهدافها وأدت إلى خسائر فادحة في صفوف الجيش الإسرائيلي إلى جانب العزلة السياسية المتصاعدة والتوترات في الجبهات الأخرى كجبهة الشمال مع حزب الله واللافت في تصريح ليبرمان أنه لا يكتفي بانتقاد الأداء الحالي بل يشير إلى استحالة تحقيق نصر حاسم على حماس حتى لو استمرت الحرب لسنوات طويلة وهو ما يعكس تغيرًا في خطاب قادة الاحتلال الذين كانوا يتحدثون في بداية الحرب عن القضاء التام على حماس واستعادة ما يُسمى بالردع وهذا الاعتراف من أحد أبرز قادة الاحتلال السابقين يمثل صفعة قوية للدعاية الصهيونية التي حاولت مرارًا تصوير المعركة على أنها حرب قصيرة الأمد يمكن من خلالها كسر إرادة المقاومة لكن الواقع على الأرض يثبت يومًا بعد يوم أن غزة عصية على الكسر وأن المقاومة الفلسطينية رغم الحصار والدمار ما زالت تملك زمام المبادرة وتفرض معادلات جديدة في الميدان وفي المحصلة تصريحات ليبرمان هي دليل إضافي على فشل المشروع الصهيوني في غزة وهي دعوة صريحة لإعادة النظر في السياسات العدوانية التي أثبتت فشلها وفتحت أبوابًا واسعة لمقاومة لا تعرف الانكسار