تقارير

كنوز ياماغوتشي روعة الطبيعية

 د/حسين السيد عطيه

اليابان – ”أكيوشيداي“ هي هضبة مترامية الأطراف في منطقة ”مينه“ الريفية بمحافظة ياماغوتشي، ويبلغ ارتفاعها حوالي 300 متر، وتتخللها تكوينات الحجر الجيري الكارستية. ويعود تاريخها إلى حوالي 350 مليون سنة. وقد أدى نمو الشعاب المرجانية وتغطيتها بالرواسب على مدى آلاف السنين إلى ظهور طبقات من الحجر الجيري، والتي ارتفعت فوق السطح بفعل النشاط التكتوني. ثم أدت سنوات من هطول الأمطار إلى تآكل طبقات الحجر الجيري لتشكل التكوينات الكارستية البارزة من التربة.

ويذوب الحجر الجيري بسهولة نسبية في الماء، لذا فإن الماء المتسرب عبر التربة على مر القرون قد حفر أيضًا كهوفًا تحت السهل، مسببًا انهيارات وانخفاضات في مستوى السطح. وقد صنّفت الحكومة اليابانية منطقة أكيوشيداي، المليئة بهذه المنخفضات والمُزينة بتكوينات كارستية مُتآكلة، معلمًا طبيعيًا مميزًا.

ويوجد أكثر من 400 كهف في الحجر الجيري أسفل هضبة أكيوشيداي. أكبرها كهف أكيوشيدو، وهو أيضًا معلم طبيعي خاص. يبلغ طوله الإجمالي 10,7 كيلومترًا، مما يجعله ثاني أطول كهف في اليابان بعد كهف ”أكادو“ في محافظة إيواتيه، الذي يبلغ طوله 23,7 كيلومترًا. وحوالي كيلومترًا واحدًا من طوله مفتوح للجولات السياحية، مع إضاءة وممرات، ويُعد من أشهر المعالم السياحية في المحافظة.

يضم مجمع الكهوف مساحات مفتوحة واسعة. وتظهر هذه الصورة تكوينًا صخريًا يُسمى ”تشيماتشيدا“ في أسفل كهف ”سينجوجيكي“، الذي يبلغ عرضه 80 مترًا وطوله 175 مترًا.

يضم مجمع الكهوف مساحات مفتوحة واسعة. وتظهر هذه الصورة تكوينًا صخريًا يُسمى ”تشيماتشيدا“ في أسفل كهف ”سينجوجيكي“، الذي يبلغ عرضه 80 مترًا وطوله 175 مترًا.

السقف فوق كهف ”سينجوجيكي“ مغطى بعدد لا يحصى من ”الهوابط“، والتي تسمى ”كاسازوكوشي“، أو ”المظلات المعلقة“.

السقف فوق كهف ”سينجوجيكي“ مغطى بعدد لا يحصى من ”الهوابط“، والتي تسمى ”كاسازوكوشي“، أو ”المظلات المعلقة“.

الدخول إلى كهف ضخم

يقع المدخل الرئيسي لكهف أكيوشيدو في الطرف الجنوبي، وآخر في الطرف الشمالي يُسمى ”كوروتانيغوتشي“. ويوجد مدخل مُجهز بمصعد في منتصف مسار الجولة يؤدي إلى مخرج بالقرب من ”مرصد أكيوشيداي كارست“. يشتري معظم الزوار تذاكرهم من المدخل الرئيسي، الذي يقع في نهاية شارع تسوقي حيوي، وتصطف على جانبيه متاجر الهدايا التذكارية والمطاعم وغيرها.

تتوفر حافلة نقل مكوكية بين محطة مدخل ”كوروتاني“، ومحطة أكيوشيداي بالقرب من منصة مرصد كارست، ومحطة أكيوشيدو عند المدخل الرئيسي في عطلات نهاية الأسبوع. وتعمل الحافلة خمس مرات فقط يوميًا، لذا يرجي التأكد من مواعيد مغادرتها.

تتوفر حافلة نقل مكوكية بين محطة مدخل ”كوروتاني“، ومحطة أكيوشيداي بالقرب من منصة مرصد كارست، ومحطة أكيوشيدو عند المدخل الرئيسي في عطلات نهاية الأسبوع. وتعمل الحافلة خمس مرات فقط يوميًا، لذا يرجي التأكد من مواعيد مغادرتها.

ويُعدّ مدخل كهف أكيوشيدو الرئيسي معلمًا يستحق المشاهدة. وهناك، يؤدي ممرٌّ مُغطّى إلى فجوةٍ صخريةٍ يبلغ ارتفاعها 20 مترًا وعرضها 8 أمتار، حيث يتدفق شلالٌ متدفقٌ، جاعلًا نهر الكهف الجوفي يصعد إلى السطح. ومن هنا جاء اسم الكهف الذي كان مُستخدم حتى أواخر عصر تايشو (1912-1926)، وهو ”تاكيأنا“، أي ”حفرة الشلال“.

وفي عام 1926، زاره ولي العهد هيروهيتو (الذي أصبح إمبراطورًا في العام التالي)، وشهدت هذه المناسبة إعادة تسمية المجمع إلى أكيوشيدو. ويستخدم هذا الاسم نفس قراءة هضبة أكيوشيداي، ولكن بحرف كانجي مختلف، ويقرأه البعض أيضًا باسم ”شوهودو“. وينعكس هذا في اسم المنطقة، ”شوهوتشو“، لذا يرجي الانتباه عند استخدام تطبيقات الخرائط وأدلة نظام تحديد المواقع العالمي (GPS).

الكثير من الأشياء التي يجب مشاهدتها

عند دخول الكهف، تستقبلك فورًا مساحة تُسمى ”آوتينجو“، أي ”السقف الأزرق“. حيث تنعكس أشعة الشمس المتسللة من خلال الفجوة على الماء المتدفق، مما يُضفي على السقف لونًا أزرق باهتًا. ويمر مسار الجولة عبر مجموعة واسعة من الظواهر والتكوينات الجميلة، مما يملأ الجولة التي تستغرق حوالي ساعة بأشياء تستحق المشاهدة والاستمتاع.

ومن الأماكن التي تجذب الزوار بشكل خاص هي ”هياكوميزارا“، أو ”الصفائح المئة“. حيث يُشكّل الحجر الجيري المُذاب في الماء تكوينات حجرية ذات حواف طبيعية حول البرك، مما يُنتج شيئًا يشبه كومة من الصفائح ذات الحواف المملوءة بالمياه الصافية، والتي تصعد منحدرًا بسيطًا. ويُذكرنا هذا المنظر بحقول الأرز على سفوح التلال في الربيع. وفي الواقع، يوجد أكثر من 500 منها موزعة على أرضية الكهف، وليس 100 فقط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى