د /حمدان محمد
تشهد الساحة الدولية حالة من الترقب الشديد بعد أنباء متواترة عن استعداد المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي للظهور خلال الساعات القليلة المقبلة في خطاب متلفز قد يكون الأخطر في تاريخ الجمهورية الإيرانية وذلك وسط توقعات واسعة بأن الخطاب سيتضمن إعلان الحرب رسميًا على إسرائيل وتأتي هذه التطورات في أعقاب الضربة الجوية الإسرائيلية المكثفة التي استهدفت فجر اليوم منشآت نووية وعسكرية حساسة في عمق الأراضي الإيرانية وهي العملية التي اعتبرتها طهران تجاوزًا لكل الخطوط الحمراء وتعديًا مباشرًا على السيادة الوطنية الإيرانية وأكدت مصادر سياسية وعسكرية تحدثت عن أن خطاب خامنئي لن يكون مجرد رد سياسي أو دعوة للتهدئة بل سيكون موقفًا صريحًا وحاسمًا عنوانه المواجهة المفتوحة والدخول في حالة الحرب ضد الكيان الصهيوني ما ينذر بتصعيد غير مسبوق قد يجر المنطقة بأكملها إلى صراع واسع النطاق وأن الشارع الإيراني في حالة غليان واستنفار عام والجيش الإيراني رفع درجة الجاهزية القصوى في كافة قواعده الجوية والبحرية والصاروخية كما أطلقت دعوات داخلية في إيران إلى الرد الفوري والمؤلم على الضربة الإسرائيلية وعدم الاكتفاء بالتصريحات أو الإدانات وفي المقابل تعيش إسرائيل حالة تأهب قصوى بعد إعلان وزير دفاعها حالة الطوارئ الخاصة في كافة أنحاء البلاد وتفعيل منظومات الدفاع الجوي تحسبًا لهجمات صاروخية وطائرات مسيرة قد تطال مدنًا ومرافق استراتيجية في العمق الإسرائيلي
وأن المجتمع الدولي يراقب الموقف عن كثب وسط دعوات للتهدئة وتحذيرات من خروج الأوضاع عن السيطرة لا سيما مع المؤشرات التي تؤكد أن إيران عازمة على الرد هذه المرة بشكل مباشر وليس عبر وكلائها في المنطقة
ورغم التصعيد الظاهري يبقى في الخلفية تساؤل مشروع يتردد في أذهان بعض المحللين والمراقبين حول طبيعة هذا الصراع وما إذا كانت بعض أوراقه تُدار في الظل باتفاقات غير مرئية تخدم مصالح متقاطعة على حساب الشعوب المستضعفة في المنطقة وفي انتظار خطاب خامنئي يبقى العالم حابسًا أنفاسه أمام احتمال اندلاع حرب شاملة بين إيران وإسرائيل في لحظة فارقة قد تحمل تبعات غير محسوبة على الأمن الإقليمي والعالمي
