الأدب

رانيا ضيف تكتب”رسالتي الأخيرة إليك”

٦ أكتوبر ٢٠٢٠
دعني أعيدك غريبًا كما كنت، فلا يليق بك القرب، ولا يليق بك الحب.
دعني أنسى بنسيانك أوقات انتظارك التي اغتالت أيامي بلهيب مستعر لا يهدأ ولا يخبو..
أمسكتني من يدي وألقيت بي في بئر سحيق مظلم؛ لا يضيؤه النهار ولا يعرف قمر الليل ونوره.
ظلمة وراء ظلمة، ولا شيىء يُرى على الإطلاق..
مرارة في الحلق، وغصة في القلب، وانكسار في الروح.
أكاد لا أتذكر كيف كانت حياتي قبلك!
ليتني أعلم فأعيد نفسي سيرتها الأولى.
ولكنني تتبعت مسالك الهوى وضللت الطريق،
فلا وصلت ولا عدت من حيث أتيت.
غريبة أنا في عالم غريب، لا ونيس فيه ولا جليس .
وكأن اختفى العالم من حولي أو أنني فقدت بصري فما عدت أرى!
انتظرتك بلا أمل حتى استوحشت أشواقي فباتت تنهشني، وأول ما تغذت عليه هو السلام الذى كان يلازمنى فتخليت عنه لأغرق في بحرك المظلم، تتلاطمني أمواجه الغاضبة فأصارع موجة تلو أخرى إلى أن ألقت بي على شاطىء النسيان.
علمت الحب نورا وضياء وفرحا ولكنني ما زلت أتخبط في دروب أوهامه، ويموه طرقاتي الظلام!
ربما خطأي أنني أحببتك حتى انعدمت رؤيتي
فلم أتحسس خطواتي، فزللت في بحور العشق،
وتناسيت أنني لا أجيد السباحة فغرقت..
أنا لا أبكيك ولكنني أنعي قلبي الذي سكن وذبلت أوراقه في عنفوان الربيع، فلا ورود نبتت به، ولا بذور ادخرها لتنبت ذات ربيع، فيعيده العشق للحياة مرة أخرى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى