مقالات

عم إبراهيم.. أمين شرطة المرور الذي يوزّع الابتسامة مجانًا”

بقلم السيد عيد 

في مدينة المنصورة، عند مدخل كوبري طلخا من ناحية المنصورة، لا يمكنك أن تمر دون أن تلاحظ تلك الابتسامة الصافية التي تشع من وجه أمين الشرطة “عم إبراهيم”. رجلٌ تجسدت فيه هيبة القانون وروح الإنسانية في آنٍ واحد. رجلٌ بسيط المظهر، عظيم الأثر.

عم إبراهيم ليس مجرد رجل مرور؛ بل هو حالة خاصة. صورة نادرة في زمن أصبحت فيه الملامح جامدة والوجوه متجهمة. ما أن تراه، حتى تشعر بالطمأنينة، وكأن المدينة قررت أن تمنحك دقيقة سلام وسط زحام الحياة.

اللافت أن الرجل لا يعرف شيئًا عن الفوضى، ولا يسمح لها أن تعرف طريقها إليه. دومًا ملتزم بالزي الرسمي، سواء في حر الصيف أو برد الشتاء، لا يتخلى عن خوذته ولا يتأخر عن مواعيد تطبيق التعليمات، وكأن الانضباط يسري في عروقه.

وعلى الرغم من زحمة السيارات وضغوط العمل اليومية، لا يُذكر عم إبراهيم إلا مقترنًا بالابتسامة. لا يعلو صوته على أحد، ولا يتعامل بغلظة. يستمع لك، يشرح لك، يهدئك… وربما تخرج من الموقف وأنت تدعو له من قلبك، كما فعل كثيرون قبلك.

لم يُعرف عنه أنه طلب شيئًا من أحد، أو استغل سلطته لمصلحة شخصية. لم يمد يده، بل مد قلبه وعقله وخبرته ليخدم الناس، كما ينبغي لرجل أمن أن يكون.

عم إبراهيم هو الوجه الآخر للشرطة: وجه الاحترام، والخلق، والضمير الحي. هو النموذج الذي نحتاجه في كل شارع، هو السلوك الذي نرجو أن يصبح قاعدة لا استثناء.

ربنا يبارك فيك يا عم إبراهيم، ويكتر من أمثالك.

فالبلاد لا تُبنى فقط بالمشاريع، بل تُبنى أيضًا بضمائر حية… مثل ضميرك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى