كيف اخترقت إيران درع إسرائيل الحديدي؟ سر “التجربة والخطأ” الذي ضاعف فعالية الصواريخ

كتبت ـ مها سمير
كشفت صحيفة وول ستريت جورنال، في تقرير نشرته الأربعاء 16 يوليو 2025، عن تفاصيل غير مسبوقة حول نجاح إيران في تجاوز منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية خلال المواجهات الأخيرة، وذلك عبر استراتيجية دقيقة اعتمدت على أسلوب “التجربة والخطأ”.
ووفقًا للتقرير، تمكّنت طهران خلال النصف الثاني من الحرب من تحسين أداء هجماتها الصاروخية بشكل لافت، بعد أن قامت بتحليل استجابات أنظمة الدفاع الإسرائيلية وتكييف تكتيكاتها بناءً على الثغرات المكتشفة.
وتُظهر البيانات أن نسبة الصواريخ التي أصابت أهدافها داخل إسرائيل ارتفعت من 8% في بداية الحرب إلى 16% في مراحلها الأخيرة، مما يعكس تضاعفًا واضحًا في معدل الاختراق الصاروخي مقارنةً بالمواجهات السابقة.
ضربات دقيقة ومواقع حساسة
المصادر العسكرية أشارت إلى أن إيران استطاعت تحديد مكامن الضعف في طبقات الدفاع الجوي الإسرائيلي، بما فيها منظومة “القبة الحديدية” و”مقلاع داوود”، واستهدفت هذه الثغرات بصواريخ مطورة. النتيجة: ضربات دقيقة وصلت إلى مناطق استراتيجية وبنى تحتية مهمة في العمق الإسرائيلي، وهو ما تسبب في آثار مباشرة على الجبهة الداخلية.
وأكّدت مراكز تحليل عسكرية أن الدفاعات الإسرائيلية، على الرغم من تطورها، لم تكن قادرة على صد الهجمات بالكامل، مما أدى إلى اختراقات تُعد الأولى من نوعها بهذا الحجم منذ سنوات.
تطور نوعي
هذا التطور النوعي في التكتيك الإيراني يعكس مستوى التنسيق والتحديث السريع في قدرات إيران الصاروخية، ويطرح تساؤلات جدية حول جاهزية إسرائيل لصد موجات متطورة من الهجمات في أي صراع مستقبلي.
في ظل هذا السياق المتغير، يبدو أن الشرق الأوسط يدخل مرحلة جديدة من سباق التسلح والاختراقات التقنية في الحروب غير التقليدية.