كتبت: د. إيمان بشير ابوكبدة
الالتهاب الكبد الفيروسي هو عدوى كبدية تسببها الفيروسات أ، ب، سي، د، وهـ. يمكن أن يصبح التهاب الكبد ب، سي، ود مزمنًا ويشكل تهديدًا عالميًا نظرًا لانتشاره ومضاعفاته، مثل تليف الكبد وسرطان الكبد. لذلك، حددت منظمة الصحة العالمية (WHO) هدفًا للقضاء على التهاب الكبد الفيروسي كمشكلة صحية عامة بحلول عام 2030.
يطلق على التهاب الكبد المزمن (وخاصةً التهاب الكبد الوبائي ب، سي) اسم “الوباء الصامت” أو “المرض الصامت” لأن الكثير من الأشخاص المصابين لا تظهر عليهم أي أعراض لسنوات طويلة، أو قد يعانون من أعراض خفيفة جدًا وغير محددة، مثل:
التعب والإرهاق.
ضعف خفيف في الشهية.
شعور عام بالمرض.
وبسبب غياب الأعراض الواضحة، قد لا يدرك الشخص أنه مصاب بالمرض لعقود، حتى يتطور المرض ويسبب أضرارًا جسيمة للكبد.
متى تظهر الأعراض المتأخرة؟
تظهر الأعراض في وقت متأخر عندما يكون الفيروس قد ألحق ضررًا كبيرًا بالكبد، مما يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل تليف الكبد أو سرطان الكبد. وتشمل هذه الأعراض المتأخرة ما يلي:
اليرقان: اصفرار الجلد وبياض العينين.
التورم: تجمع السوائل في البطن (الاستسقاء) أو الساقين.
النزيف وسهولة الكدمات: بسبب ضعف قدرة الكبد على إنتاج عوامل التخثر.
الاعتلال الدماغي الكبدي: تدهور الوظيفة الذهنية، والذي يسبب الإرتباك والنعاس وتداخل الكلام، نتيجة تراكم السموم في الجسم التي لم يعد الكبد قادرًا على تصفيتها.
فقدان الوزن والعضلات.
الحكة الشديدة في الجلد.
ظهور الأوعية الدموية على الجلد بشكل يشبه شبكة العنكبوت.
ينتقل التهاب الكبد الفيروسي ب، سي، ود عن طريق ملامسة الدم الملوث دون وقاية، أو من الأم إلى جنينها أثناء الحمل أو الولادة، وخاصةً في البلدان التي لا تخضع لفحص الأمهات. في هذه المناطق، يحتفظ أكثر من 90% من الأطفال المصابين بالفيروس عند الولادة طوال حياتهم.
أهمية التشخيص المبكر
نظرًا للطبيعة الصامتة للمرض، فإن التشخيص المبكر من خلال الفحوصات الدورية للدم يعد أمرًا بالغ الأهمية، حيث يمكن أن يكشف عن وجود الفيروس وتلف الكبد في مراحله الأولى، مما يتيح بدء العلاج في الوقت المناسب لمنع أو إبطاء تطور المرض وتقليل خطر حدوث المضاعفات الخطيرة.
