د.نادي شلقامي
التعامل مع المديرين، سواء كانوا أقوياء الشخصية أو ضعفاء، يتطلب ذكاءً اجتماعيًا ومهارات تواصل خاصة. إليك تفصيل دقيق لصفات كل نوع وكيفية التعامل معه:
المدير قوي الشخصية (القائد الفعال)
المدير القوي الشخصية هو في الغالب قائد فعال وناجح، يوازن بين الحزم والتقدير، ويسعى لتحقيق أهداف واضحة مع تطوير فريقه.
صفاته الدقيقة:
1- الوضوح والحسم: يتخذ القرارات بجرأة وحسم، ويحدد أهدافًا واضحة وتوقعات منطقية للفريق. لا يتردد في التوجيه أو المساءلة لكن بإنصاف.
2- القدوة والالتزام: يمارس القيادة بالقدوة. يلتزم بالمواعيد، ويستجيب للرسائل بسرعة، ويسعى لتجاوز التوقعات، مما يحفز فريقه.
3-الذكاء العاطفي: يمتلك القدرة على فهم وإدارة مشاعره ومشاعر الآخرين. يعرف كيف يحتوي الموظفين ويشجعهم، ويخلق بيئة آمنة نفسياً للفريق.
4-التفويض وتمكين الفريق: يمنح موظفيه الحرية والثقة لاستكشاف أفكارهم وتحمل المخاطر الذكية. يركز على تدريب الموظفين وتطويرهم بدلاً من حل كل مشكلة بنفسه.
5-الشفافية والعدل: يتحرى الصدق والشفافية في التعامل. يقدر جهود الموظفين ويعترف بها بشكل صادق، ويطبق معايير تقييم عادلة وموضوعية.
كيفية التعامل معه:
1- كن مُبادراً ومهنياً: تحمل مسؤولية عملك على أكمل وجه. بادر بتقديم حلول واضحة وموجزة، ولا تنتظر التوجيه في كل تفصيلة.
2- التواصل الفعال والمباشر: اعتمد أسلوبًا موجزًا وواضحًا في طرح الأفكار والاحتياجات. تجنب الدراما والتفاصيل غير الضرورية، وادخل في صلب الموضوع مباشرةً.
3- توقع الاحتياجات والاستباق: حاول توقع احتياجات مديرك وطريقة تفكيره. قدم التقارير والمعلومات التي يحتاجها قبل أن يطلبها، فهذا يجعلك “ذراعه اليمنى” ويُقوّي الثقة.
4-طلب التغذية الراجعة: اطلب بانتظام تغذية راجعة (Feedback) حول أدائك لتستفيد من خبرته وتطور من مهاراتك. أظهر استعدادك للتعلم والنمو.
المدير ضعيف الشخصية (غير الفعال أو السلبي)
المدير الضعيف الشخصية هو عادةً مدير غير مؤهل للقيادة أو يفتقر إلى المهارات الإدارية الأساسية، وغالباً ما يدير الأمور من منطلق الخوف أو عدم الأمان.
صفاته الدقيقة:
1- التهرب وإلقاء اللوم: عند حدوث أي خطأ، يسارع إلى البحث عن كبش فداء وإلقاء اللوم على الموظفين بدلاً من تحمل المسؤولية والاعتراف بالخطأ.
2-الخوف من الأقوياء وتهميشهم: يخشى الموظفين الذين يتمتعون بكاريزما أو كفاءة عالية، وربما يتطرف في محاربتهم أو تهميش أفكارهم واقتراحاتهم خوفاً من أن يتفوقوا عليه.
3-التدخل المفرط أو الانعزال: قد يقع في أحد طرفي النقيض: إما التدخل في أصغر التفاصيل (Micromanagement) أو الانعزال وقلة التواصل وتقديم بيانات غير مكتملة للمهام.
4- الافتقار إلى الحسم والتخطيط: يعاني من ضعف في التخطيط واتخاذ القرارات، مما قد يؤدي إلى تأخر المشاريع أو عدم وضوح رؤية القسم.
5- المحاباة أو التهديد: قد يمارس المحاباة ويفضل أفراداً على حساب آخرين بناءً على معايير شخصية، أو يستخدم الخوف والتهديد بالاستبدال كآلية للرقابة.
كيفية التعامل معه:
1- التوثيق والاحترافية: وثق كل شيء يتعلق بمهامك، توجيهات المدير، الإنجازات، والقرارات المتخذة (عادةً عبر البريد الإلكتروني). هذا يحميك من إلقاء اللوم عليك ويضمن وضوح المهام.
2-التركيز على المهام المحددة: التزم بمهامك الوظيفية ولا تقبل مهاماً إضافية على حساب إنتاجيتك وصحتك، ما لم تكن طارئة ومبررة. إذا حاول تحميلك مسؤولية غيرك، أشر بلباقة إلى حدود دورك.
3- إثبات الذات بالعمل لا بالجدال: بدلاً من الدخول في جدال، أثبت عكس ما يظنه بك من خلال جودة وكفاءة عملك. ركز على النتائج الملموسة.
4- وضع الحدود بذكاء: ضع حدودًا مهنية واضحة، خاصة فيما يتعلق بوقت الراحة والإجازة. على سبيل المثال، يمكنك الإشارة بوضوح إلى عدم استخدامك لبريد العمل بعد ساعات الدوام، ما لم يكن الأمر ضرورياً.
5- التأثير الإيجابي الهادئ: إذا كانت رؤية الشركة غير واضحة، بادر باقتراح وضع مجموعة من الأهداف ربع السنوية أو الشهرية للفريق. قدم أفكارك في أفضل وقت ممكن للتواصل معه (وفقًا لتفضيله).
نصيحة أخيرة: تذكر أن كل مدير لديه نقاط قوة وضعف. في الحالتين، الاحترافية، ووضوح التواصل، والتركيز على أهداف العمل هي مفاتيح بناء علاقة عمل إيجابية ومثمرة.
