5.6K
بقلم: أحمد رشدي
من ذا ابتدأْ في الحبِّ؟ من أشعلَ اللّظى؟
ومن الذي بالهوى فينا تجنّى واعتدى؟
كنا نقولُ: غدًا نعودُ كعادتٍ،
لكن مضى وعدُ الهوى وتبدّدا
قد كنتَ تسكنُ في الفؤادِ كأنَّما
ما بينَ أضلعِنا مكانًا خُلِّدا
قلتَ انتهى زمنُ الغرامِ، فقلتُ لي:
هل ينتهي في القلبِ عمرٌ وابتدى؟
يا ويحَ قلبٍ لم يُطقْ هجْرَ الذي
أهدى له حبًّا طهورًا فافتدى
يا ليتَني ما كنتُ أعرفُ نظرةً
منها الهوى في مقلتيَّ تمردا
من ذا ابتدأ؟ أأَنا الذي أحرقتُه؟
أم أنتَ من بالصدِّ جفَّ وجمدا؟
فالجرحُ بينَ يديكَ يشهدُ أنَّنا
كِلانا خَسِرْنا الحُبَّ يومَ تَبَدّدا
