كتبت: د.إيمان بشير ابوكبدة
عندما تتعرض لإصابة مفاجئة أو تبدأ عضلة ما بالاحتجاج بالألم، غالباً ما يتبادر إلى ذهنك السؤال الكلاسيكي: هل أضع الثلج أم أستخدم الحرارة؟
يبدو السؤال بسيطاً، لكنه في الواقع مفتاح أساسي للشفاء السليم. فكلا العلاجين – البرودة والدفء – لهما دور فعّال، لكن استخدامهما في التوقيت الخطأ قد يجعل الألم أسوأ ويُبطئ التعافي.
متى يكون الثلج هو البطل؟
القاعدة الذهبية: استخدم الثلج خلال أول 48 إلى 72 ساعة بعد الإصابة.
البرودة تُقلص الأوعية الدموية، فتُقلل التورم والالتهاب وتُخدّر الألم مؤقتاً.
إنها الخطوة الأولى لإيقاف “الضرر الداخلي” قبل أن يتفاقم.
يُستخدم الثلج في الحالات التالية:
الالتواءات أو الشد العضلي المفاجئ.
الكدمات أو التورم الناتج عن ضربة.
أي إصابة حادة يصاحبها احمرار أو سخونة.
نصيحة مهمة: ضع كمادة الثلج لمدة 15–20 دقيقة فقط في كل مرة، مع فاصل زمني لا يقل عن ساعة بين الجلسات، ولا تضعها مباشرة على الجلد لتجنب الحروق الباردة.
متى تحتاج الحرارة إلى التدخل؟
بعد أن يهدأ الالتهاب الأولي، يأتي دور الحرارة لإتمام مهمة الشفاء.
الدفء يحفّز تدفق الدم، ويُرخي العضلات المتشنجة، ويُخفف تيبّس المفاصل، مما يجعل الحركة أسهل ويُعيد الحيوية للأنسجة.
استخدم الحرارة في الحالات التالية:
الآلام المزمنة مثل آلام الظهر أو التهاب المفاصل.
تصلب العضلات والمفاصل.
تشنجات العضلات أو آلام ما بعد التمارين.
احذر: لا تستخدم الحرارة على إصابة حديثة أو متورمة، لأنها قد تزيد من الالتهاب.
الأخطاء الشائعة التي قد تُبطئ الشفاء
حتى مع بساطة العلاجين، يقع الكثير في أخطاء شائعة تؤخر التعافي، أبرزها:
استخدام الحرارة مباشرة بعد الإصابة: يؤدي إلى زيادة التورم والالتهاب.
تطبيق الثلج لفترات طويلة: قد يُسبب ضرراً في الأنسجة أو حروقاً باردة.
الخلط بين الثلج والحرارة دون تمييز: فلكلٍ منهما وظيفة مختلفة حسب مرحلة الإصابة.
إهمال استشارة الطبيب: خصوصاً إذا كان الألم مستمراً أو مصحوباً بتورم كبير أو ضعف في الحركة.
نصيحة الخبراء
العلاج الحراري أو البارد ليس مجرد وسيلة لتسكين الألم، بل أداة طبية فعالة عندما تُستخدم في الوقت المناسب.
ولضمان سلامتك، تذكّر دائماً:
لا تضع الثلج أو الحرارة مباشرة على الجلد.
حدد المدة بـ 15–20 دقيقة في كل جلسة.
استشر الطبيب أو أخصائي العلاج الطبيعي إذا كان الألم شديداً أو متواصلاً.
