تنمية بشرية

عندما يصبح الحب عبئًا: بين التعلق والرهبة من الفقدان

مازن السيد

الحب شعور عظيم يمنح الإنسان السعادة والأمان، لكنه في بعض الأحيان يتحول إلى مصدر قلق مستمر، خاصة عندما يكون أحد الطرفين متعلقًا بالآخر لدرجة تجعله يخشى فقدانه في أي لحظة. يعيش هذا الشخص في دوامة من المشاعر المتضاربة، بين الحب العميق والرهبة من أن يتلاشى هذا الحب أو أن يصبح غير متبادل كما يتمنى.

الغيرة في الحب أمر طبيعي، لكنها عندما تزيد عن حدها تصبح عبئًا نفسيًا مرهقًا. الشخص الذي يحب بصدق قد يجد نفسه يراقب تصرفات الطرف الآخر بعناية، ويتحسس من أبسط التغيرات. إذا تأخر في الرد على رسالة، أو لم يظهر الحماس المعتاد، يبدأ الشك بالتسلل، وكأن هناك خطرًا يهدد العلاقة.

كثيرًا ما يقع هذا الشخص في فخ التفكير الزائد. أي تصرف بسيط من الحبيب قد يُفسَّر على أنه تجاهل أو فتور في المشاعر، رغم أنه قد يكون مجرد انشغال أو تعب. المشكلة ليست في الطرف الآخر بقدر ما هي في عقل الشخص الذي يحب بشدة، إذ يكون حساسًا تجاه أي إشارة قد تعني – في نظره – أنه لم يعد بنفس الأهمية.

الحب الحقيقي لا يعني السيطرة أو التملك، بل هو ثقة وراحة. الخوف من الفقدان يجعل العلاقة مليئة بالضغوط، وهذا قد يؤدي في النهاية إلى فقدانها فعلاً، لأن الطرف الآخر قد يشعر بأنه محاصر وغير قادر على التصرف بحرية.

كيف تتعامل مع هذا الشعور؟

1. تعزيز الثقة بالنفس: أحيانًا يكون الخوف من الفقدان مرتبطًا بعدم الثقة بالنفس، لذلك يجب أن يتذكر الشخص أنه يستحق الحب والاهتمام دون الحاجة للمبالغة في القلق.

2. إعطاء مساحة للطرف الآخر: الحب لا يعني أن يكون الشخصان معًا طوال الوقت، فكل فرد يحتاج إلى مساحته الشخصية.

3. التواصل بوضوح: بدلاً من الافتراضات الخاطئة، يمكن مشاركة المشاعر والمخاوف مع الشريك بطريقة هادئة وصادقة.

4. التركيز على الحاضر: الاستمتاع باللحظات الجميلة بدلاً من القلق بشأن المستقبل يجعل العلاقة أكثر سعادة واستقرارًا.

في النهاية، الحب يجب أن يكون مصدر راحة وليس سببًا للقلق الدائم. إذا كنت تحب شخصًا بصدق، فثِق به، وثق بنفسك، واترك الأمور تمضي بسلاسة دون أن تفسدها المخاوف غير المبررة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى