“بولونيا لكتاب الطفل”.. تظاهرة ثقافية تجمع العالم تحت راية الإبداع الطفولي

أماني إمام
بولونيا – شكّل معرض بولونيا الدولي لكتاب الطفل 2025 منصة عالمية رائدة للاحتفاء بأدب الطفل وصناعة النشر الموجه للناشئة، حيث اجتمعت فيه دور النشر، والمؤلفون، والرسامون، والمترجمون من أكثر من 90 دولة، لتبادل الأفكار، واستعراض التجارب، وبحث سبل تطوير صناعة الكتاب الموجّه للأجيال الصاعدة.
وعلى مدى أربعة أيام، تحولت مدينة بولونيا الإيطالية إلى نقطة تواصل ثقافي عالمي، حيث أتاح المعرض فضاءً حيويًا للحوار بين العاملين في قطاع النشر الطفلي، وسلّط الضوء على أبرز الاتجاهات الإبداعية في الكتابة والرسوم، وابتكارات النشر الرقمي، وحقوق النشر والترجمة.
تخللت فعاليات المعرض مجموعة واسعة من الجلسات الحوارية والورش التفاعلية، إلى جانب معارض فنية لأعمال رسامين من مختلف أنحاء العالم. وقد برزت في هذا السياق المشاركات العربية، لا سيما من الإمارات والسعودية ومصر ولبنان، التي قدّمت محتوى إبداعيًا يعكس تطور أدب الطفل العربي من حيث الموضوع والأسلوب والجودة الفنية.
وشهد المعرض أيضًا حضورًا مؤسسيًا قويًا من جهات ثقافية بارزة، من بينها هيئة الشارقة للكتاب وجمعية الناشرين الإماراتيين، حيث عكست مشاركتهم التزامًا واضحًا بتعزيز حضور الكتاب العربي في المحافل الدولية، وبناء جسور حوار مع ثقافات العالم من خلال النشر المشترك والترجمة.
ويُعد معرض بولونيا لكتاب الطفل، الذي تأسس عام 1964، أحد أقدم وأهم الفعاليات المتخصصة في هذا المجال، إذ لا يقتصر دوره على العرض التجاري، بل يشكّل مختبرًا سنويًا للأفكار والتجارب، ومنصة لإطلاق جوائز دولية مرموقة تحتفي بالتميز في الكتابة والرسوم والنشر.
بهذا الحضور العالمي والثراء الفكري، يواصل معرض بولونيا لكتاب الطفل أداء رسالته في تمكين الطفل من الوصول إلى محتوى معرفي وثقافي يرتقي بذائقته، ويعزز من قدراته على التخيّل والتفكير، في عالم تتزايد فيه الحاجة إلى تنمية القيم الإنسانية عبر الكلمة والصورة.