كيفيّة التعامل مع الأبناء المتمرّدين

نجده محمد رضا
في ظلّ التغيّرات السريعة التي يشهدها المجتمع، وتزايد التحديات النفسية والاجتماعية التي تواجه الأسر، أصبحت مسألة “تمرّد الأبناء” من أبرز القضايا التي تؤرّق الآباء والأمهات. فالكثير من الأسر تجد نفسها في مواجهة سلوكيات غير مألوفة من أبنائهم، تتراوح بين العناد، ورفض الأوامر، وتحدّي السلطة الوالدية، مما يخلق حالة من التوتر داخل المنزل.
يرى الخبراء أن تمرّد الأبناء لا يحدث فجأة، بل هو نتيجة تراكمات نفسية وتربوية. ومن أبرز الأسباب
الرغبة في الاستقلالية
خصوصًا في مرحلة المراهقة، حيث يسعى الابن لإثبات شخصيته.
التربية القاسية أو المتساهلة
كلا النقيضين يؤديان إلى اضطراب في سلوك الطفل.
الإهمال العاطفي
غياب الحوار والتقارب العاطفي يدفع الطفل للتمرّد كوسيلة لجذب الانتباه.
التأثر بالبيئة المحيطة: سواء أصدقاء السوء أو المحتوى الإعلامي غير المناسب.
أساليب فعّالة للتعامل:
1. الاحتواء والحوار
يجب أن يشعر الابن أنه مسموع ومفهوم، فالحوار الهادئ يصنع المعجزات.
2. تحديد قواعد واضحة
وضع قوانين أسرية تُطبق على الجميع يُعزز الانضباط.
3. التشجيع بدلاً من التهديد
التركيز على الإيجابيات وتحفيز السلوك الجيد أفضل من التوبيخ المستمر.
4. القدوة الحسنة
سلوك الوالدين هو النموذج الأول الذي يحتذي به الأبناء.
5.الاستعانة باختصاصي إذا لزم الأمر
في حال تفاقم السلوكيات، يُفضل مراجعة متخصص نفسي.
قصص من الواقع:
تروي السيدة (ن.ع)، أم لثلاثة أبناء، تجربتها مع ابنها المراهق: “كان كثير الصراخ ويرفض الدراسة، لكن عندما بدأت أخصّص له وقتًا يوميًا لنحكي سويًا بدون صراخ أو أوامر، بدأ يتغير تدريجيًا”.
التعامل مع الابن المتمرّد ليس معركة لفرض السيطرة، بل رحلة لفهم الدوافع، وبناء علاقة صحية مبنية على الحب والاحترام المتبادل. فكل طفل يحمل بداخله بذرة الخير، وما علينا إلا أن نُحسن رعايتها.