مقالات

كونك تحاول… هذا إنجاز في حد ذاته!

بقلم: أحمد حسني القاضي الأنصاري

في عالمٍ أصبحت السرعة عنوانه، والنجاح الفوري مطلبه، يغفل الكثيرون عن واحدة من أعظم القيم الإنسانية: المحاولة. فكثيرًا ما نُحاصر بصور المثالية، ونقارن أنفسنا بالآخرين، فنشعر أننا لا ننجز شيئًا، بينما الحقيقة أن مجرد المحاولة هي في ذاتها خطوة عظيمة نحو التقدم والنجاح.

حين تنهض من فراشك رغم التعب، حين تقرر أن تبدأ من جديد رغم الفشل، حين تصرّ على التعلم رغم العقبات، فإنك في كل مرة تسطر صفحة جديدة من الصمود، وتثبت لنفسك قبل الآخرين أنك أقوى مما تظن. فالمحاولة ليست ضعفًا، بل شجاعة، لأنها تعني أنك لم تستسلم، ولم ترفع الراية البيضاء.

هناك من يعاني في صمت، ويخوض معاركه اليومية في الخفاء، ومع ذلك يواصل السعي، ينهض كل صباح بعزيمة جديدة، رغم الخذلان أو الألم أو الخوف. هؤلاء الأبطال المجهولون لا يظهرون في عناوين الصحف، لكنهم يستحقون الاحترام والتقدير.

وكم من إنجاز عظيم بدأ بمحاولة بسيطة؟ وكم من حلم كبير وُلد من لحظة إصرار واحدة؟ كل من نجح كان في يومٍ ما شخصًا يحاول، يتعثر ويقوم، يخطئ ويتعلم، لكنه لم يتوقف.

في زمن المقارنات والتوقعات المرتفعة، دعونا نتذكر أن السعي في حد ذاته رسالة أمل، وأن من يبذل الجهد يستحق التقدير، حتى لو لم يصل بعد إلى خط النهاية. لأن الطريق إلى النجاح لا يُقاس فقط بالنتائج، بل بالشجاعة التي نبديها في مواجهته.

فيا من تحاول رغم كل شيء… اعلم أنك قد حققت شيئًا عظيمًا. امضِ قدمًا، فكل خطوة هي نصر، وكل محاولة تقرّبك أكثر مما تظن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى