من حلب إلى العالم: حوار صحفي مع نائب مدير دار الكتاب العربي

أجرت الحوار: د. إيمان بشير ابوكبدة
تُعدّ دار الكتاب العربي من أعرق دور النشر في العالم العربي، بتاريخ يمتد لعقود طويلة. بدأت مسيرتها في حلب الشهباء، ثم انتقلت إلى دمشق، ولها الآن فروع في القاهرة وبيروت. للتعرّف أكثر على مسيرة هذه الدار العريقة ورؤيتها المستقبلية، يسرّ جريدة “حديث وطن” إجراء هذا اللقاء مع الأستاذ أحمد ناصيف، نائب مدير دار الكتاب العربي.
جذور “دار الكتاب العربي” التاريخية
أستاذ أحمد، نودُّ أن نتعرف منكم على الجذور التاريخية لدار الكتاب العربي. تشير المعلومات المتاحة لدينا إلى بداياتها في حلب في أوائل السبعينيات. هل لكم أن تحدثونا عن هذه المرحلة التأسيسية؟
أ. أحمد ناصيف: بالفعل، تعود جذور دار الكتاب العربي إلى حلب الشهباء، حيث بدأت الرحلة بمكتبة “دار الكتاب” في أوائل السبعينيات على يد والدي المرحوم الأستاذ محمد ناصيف، رحمه الله. وقبل ذلك، كانت هناك تجارب سابقة مثل “دار الفجر” و”دار التقدم” في الستينيات. كما كان لمعلمنا وعمّنا الأستاذ جلال ناصيف دورٌ ريادي؛ فقد كان أول وكيل للهيئة المصرية العامة للكتاب في سوريا، وأول وكيل لدار “مير” و”دار التقدم” في موسكو، وهو ما أثرى السوق العربية بالكتب العلمية والأدبية الروسية بأسعار زهيدة في تلك الفترة.
التأسيس في دمشق وبدايات الإنتاج
ماذا عن تأسيس دار الكتاب العربي بمسماها الحالي في دمشق؟ وكيف كانت بداية إنتاجها؟
أ. أحمد ناصيف: تأسست دار الكتاب العربي في دمشق عام 1980 على يد الأستاذ وليد ناصيف. كان باكورة إنتاجها متنوعة وغنية، وشملت كتبًا مهمة مثل:
“تاريخ فلسطين والخلفية الزائفة للصهيونية” للكاتب العراقي عبد الحكيم ذنون.
“منافع الأغذية ودفع مضارها” للرازي.
“مسألة القضاء والقدر” للعالمين الجليلين الشيخ خالد العك والأستاذ عبد الحليم قنبس، رحمهما الله.
كما أصدرنا “إمارة حلب” للدكتور سهيل زكار، و”الدر المنتخب في تاريخ مملكة حلب” لابن الشحنة، بالإضافة إلى كتب المنفلوطي وترجمة أشهر الكتب في شتى المجالات.
التوسع والفروع: أهداف ومرتكزات
أستاذ أحمد، ذكرتم سابقًا اهتمام الدار بترجمة الكتب الهامة وإنشاء فروع في القاهرة وبيروت. ما هي الأهداف التي تسعون لتحقيقها من خلال هذا التوسع؟
أ. أحمد ناصيف: في الواقع، كان الهدف الأساسي من التوسع وإنشاء فروع لنا في القاهرة وبيروت، بالإضافة إلى مركزنا الأساسي في حلب، هو الوصول إلى أوسع شريحة ممكنة من القراء العرب. نسعى بذلك إلى تلبية احتياجاتهم المتنوعة من المعارف والعلوم في شتى المجالات. لقد أولينا ولا نزال نولي اهتمامًا كبيرًا لكل ما من شأنه أن يفيد القارئ العربي أينما كان.
دور المشاركات في المعارض العربية
تشارك الدار بانتظام في جميع المعارض العربية. ما الدور الذي تلعبه هذه المشاركات في تحقيق أهداف الدار؟
أ. أحمد ناصيف: مشاركتنا المنتظمة في المعارض العربية هي جزء أساسي من رسالتنا. تمنحنا هذه المشاركات فرصة للتواصل المباشر مع قرائنا، وفهم اهتماماتهم، وعرض أحدث إصداراتنا. كما أنها تعزز حضور دار الكتاب العربي على الساحة الثقافية العربية، وتتيح لنا تبادل الخبرات مع دور النشر الأخرى.
رسالة “دار الكتاب العربي” عبر إصداراتها
وصل عدد إصدارات الدار إلى أكثر من 1200 إصدار في شتى المجالات. ما أهم الرسائل التي تسعون لتقديمها من خلال هذه الإصدارات؟
أ. أحمد ناصيف: نسعى من خلال إصداراتنا المتنوعة إلى خدمة ونشر ثقافتنا الإسلامية والعربية، ودعم قضاياها. نركز على تقديم كل ما هو جديد ومفيد للإنسانية، وذلك ضمن إمكانياتنا المتواضعة والمتاحة. هدفنا الأسمى هو إثراء المحتوى العربي بالمعرفة والعلم والفكر الهادف.
المشاركات المستقبلية في معارض الكتب
ما هي معارض الكتب القادمة التي ستشارك فيها دار الكتاب؟
أ. أحمد ناصيف: سنشارك بإذن الله مع العديد من دور النشر العربية في:
معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب 2025: 7 يوليو – 21 يوليو 2025، مصر.
معرض إسطنبول الدولي للكتاب العربي 2025: 9 أغسطس – 17 أغسطس 2025، تركيا.معرض عمان الدولي للكتاب 2025: 25 سبتمبر – 4 أكتوبر 2025، المملكة الأردنية الهاشمية.
معرض البحرين الدولي للكتاب 2025: 23 أكتوبر – 1 نوفمبر 2025، البحرين.
معرض الشارقة الدولي للكتاب 2025: 5 نوفمبر – 16 نوفمبر 2025، الإمارات العربية المتحدة.
معرض الكويت الدولي للكتاب 2025: 19 نوفمبر – 29 نوفمبر 2025، الكويت.
معرض العراق الدولي للكتاب 2025: 3 ديسمبر – 13 ديسمبر 2025، العراق.
رؤية “دار الكتاب العربي” والتحديات المستقبلية
ما هي رؤيتكم لدار الكتاب العربي في المستقبل؟ وما هي أبرز التحديات التي تواجه صناعة النشر في الوقت الراهن؟
أ. أحمد ناصيف: رؤيتنا هي الاستمرار في مسيرتنا العريقة، ومواكبة التطورات في عالم النشر، مع الالتزام بنفس المبادئ والقيم التي تأسست عليها الدار. نسعى دائمًا لتقديم الجديد والمفيد للقارئ العربي والإنسانية جمعاء. أما التحديات، فهي كثيرة ومتجددة، تتراوح بين التغيرات في أنماط القراءة، وتحديات التوزيع، والتحديات الاقتصادية. لكننا نؤمن بأن الثقافة والكتاب سيبقيان دائمًا جزءًا لا يتجزأ من هويتنا وتقدمنا.
كلمة أخيرة
كلمة أخيرة توجهونها لقرائكم ولمحبي الكتاب؟
أ. أحمد ناصيف: ندعو جميع القراء إلى الاستمرار في دعم صناعة النشر والقراءة، فأنتم السند الحقيقي لنا. فالكتاب هو مفتاح التطور والتقدم، ونحن في دار الكتاب العربي سنبقى ملتزمين بتقديم الأفضل لكم.