“المقرنصات Muqarnas” رحلة جمالية في عمارة الفن الإسلامي المفرنصات أهميتها، تطويرها، وانتشرها

“المقرنصات Muqarnas” رحلة جمالية في عمارة الفن الإسلامي (٢)
المفرنصات اهميتها، تطويرها، وانتشرها
د. مروة الجندي
المقرنصات من الناحية الجمالية والغرض منه هو إنشاء منطقة انتقالية وسلسة زخرفية في مساحة هيكلية فارغة. يمنح هذا الهيكل القدرة على التمييز بين الأجزاء الرئيسية للمبنى ويعمل بمثابة انتقال من جدران غرفة مربعة أو مستطيلة إلى قبة مستديرة أو قبو فوقها.ويمكن للمقرنصات أيضًا أن تشكل أقبية وقباب كاملة.من الأسفل، يمكن لهذه التركيبات أن تخلق تأثيرًا ذو أبعاد مختلفة
وتنبع أهميتها من جماليات هندستها وتشكيلاتها المكانية ثلاثية الأبعاد،وهذه المنحوتات التجريدية تحاكي الطبيعة باستخدام منهجية فكرية إسلامية صوفية، كما أنها تلعب دوراً هاماً في الانتقال والتحول من شكل هندسي إلى آخر،ومن سطح إلى آخر.
وينتشر هذا الفن العمراني في معظم المدن الإسلامية، ولاتزال شواهده حاضرة تروي قصة الحضارة الإسلامية
تعود أصول هذه الزخرفه في الفن الإسلامي إلى بداية الاستخدام الواسع النطاق للركنات المثلثية الكروية في زوايا مساحة معمارية كعنصر هيكلي لصنع سقف مقبب.
ويعود الفضل في ابتكاره وتطويره إلى العرب،وكانت الغاية منها إضافة لقباب المداخل والانتقال والتحول من شكل المربع إلى شكل الدائرة على الحافة السفلية للقبة.
وتضم بلاد الشام ومصر والمغرب العربي والأندلس وسمرقند وغيرها ومعظم المدن الإسلامية أمثلة بارزة للقباب المثبتة على مثلثات كروية،سيما في دمشق وحلب وعدد من المدن الأخرى،وفي قصورفيروزآباد وشيرين ….وغيرها.
المقرنصات عنصر معماري هام:
استخدمت المفرنصات في بلاد الشام لأول مرة في العهد السلجوقي،لاسيما في البيمارستان النوري بدمشق ومن بعده المدرسة النورية بدمشق أيضاً،واستخدم كعنصر تزييني في العناصر المعمارية،وأشهرها القبة المقرنصة في المدرسة آنفة الذكر والقبوة في سوق الخياطين بدمشق،وقبة البيمارستان النوري،ومقرنصات البرج العلوي في مئذنة الجامع الأموي بحلب.