مقالات

الرسوب ليس نهاية الطريق

د /حمدان محمد

انتهت امتحانات الثانوية العامة وظهرت النتائج وجاءت كما قدر الله منها ما أبهج القلوب ومنها ما أحزن النفوس فكم من طالب اجتهد ولم يحقق ما أراد وكم من أسرة كانت تنتظر لحظة الفرح فإذا بها تتلقى صدمة النتيجة وهنا نقف وقفة إيمانية لنقول للجميع إن القدر لا يُرد وإن الأمر كله بيد الله سبحانه وتعالى فيا من لم تحقق المجموع الذي كنت تطمح إليه ويا من رسبت وسقطت في بعض المواد لا تظن أن هذا هو نهاية المشوار ولا تظن أن الدنيا أغلقت أبوابها في وجهك فكم من ناجح اليوم قد سقط بالأمس وكم من عظيم في مجاله قد رُفض في أول الطريق وكم من طبيب أو مهندس أو داعية أو عالم أو تاجر أو إعلامي ناجح كانت بدايته تعثر وسقوط وقد قال تعالى( وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم)

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم( واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك)

فالسقوط ليس عارا وإنما العار أن تستسلم وتيأس الفشل الحقيقي هو أن تقف في مكانك دون محاولة النهوض أما من سقط وقام وسعى وتوكل على الله فهو في طريق النجاح مهما طال الوقت ومهما كانت العوائق فيا أيها الطلاب لا تجعلوا نتيجة الثانوية العامة تحدد قدركم أو ترسم مستقبلكم أنتم أعظم من رقم في شهادة وأكبر من تقييم في ورقة ما دمتم تحلمون وتسعون وتحسنون النية وتثقون بربكم فإن أبواب الخير لا تُغلق ورزق الله لا يُمنع

فهيا ابدأ من جديد واجتهد ولا تلتفت لمن يسخر أو يشمت فالناس لا يرفعون أحدا ولا يضعونه بل الله هو الذي يرفع ويعز ويكرم ومن توكل عليه كفاه ومن استعان به هداه ووفقه

وهذه رسالة لكل ولي أمر ابنك أمانة بين يديك فلا تجرحه بكلمة ولا تهدم نفسيته بل كن سندا له في وقت ضعفه وانهض به كما ينهض القائد بجنوده فإن الكلمة الطيبة تصنع المعجزات والدعم النفسي أهم من المجموع والشهادة

وفي الختام نقول لكل من حزن اليوم لا تحزن فالله معك ولك ولكل مجتهد نصيب واعلم أن الفشل أحيانا يكون أول دفعة حقيقية نحو النجاح

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى