بقلم : أحمد رشدي
هو ذاك الذي أفتقده ليلا
ونهارا…
كلما مر اسمه في القلب
أزهرت الذاكرة
وعادت طفولة لم تمهلني طويلا
كان وجها صبوحا
ونبضا دافئا
وكفا إذا لامست الرأس
أزالت عن العالم قسوته
ضحكته كانت وعدا بالأمان
وغضبه عدلا لا ظلما
وحبه بحرا
لا يعرف الا العطاء
كان يعود من العمل
فنعود نحن إلى الحياة
نلتف حوله صغارا
نرقص فرحا
كأن السماء نزلت إلى بيتنا
وكانت تلك اللحظات
هي المعنى الكامل للسعادة
فلما غاب
غابت الدنيا
وانطفأت الألوان
ولم يبق إلا دمع يتيم
وذكرى تكبر معي
ولا تزول
غاب وأنا لم أبلغ العاشرة
فكبرت قبل أواني
وحملت الأسئلة وحدي
دراستي
عملي
سفري
قراراتي كلها
كانت تناديني باسمه
فأسأل نفسي
ماذا كان سيختار
هل كان يرضى
هل كان يبتسم
مرت السنون طويلة ثقيلة
وما زلت أعيش معه
يسكنني
يمشي في داخلي
بوجهه الذي لم يغب
لم أحتج يوما إلى صورة
فملامحه محفورة في القلب
وأمام عيني لا تغيب
اليوم أمسك قلمي
للمرة الأولى
وأترك الدموع تكتب قبلي
أعترف كم أحببته
وكم افتقدته
وكيف ما زال حيّا في عالمي
أقوى من النسيان
أبي
لم ترحل
أنت مقيم في الروح
في الذاكرة
في القلب
في كل دعاء صادق
وفي كل وجع صامت
وإلى كل من يملك أحبابه الي
وم
تمسكوا بهم جيداً
فمن يذهب منهم
لا يعود..
لا يعود أبدا…
