يومياتي مع ابنتي

كتبت/ رانده حسن
البنات ، ما أجمل تلك الكلمة( البنات) ، أحلى مخلوقات الله سبحانه وتعالى وأرق قلب ، البنات هن الأم ، الأخت الابنة الزوجة العمة والخالة.
وأتمنى كل البنات فى هذا العالم يكن مثل أم المؤمنين امى خديجة بنت خويلد أو العذراء البتول مريم العذراء أو فاطمة بنت الرسول الكريم.
مع تغيير الحياة والزمن والعصور من القديم للحديث نجد تغييرات طرأت على البنات جميعهن ، بلا إستثناء سواء من الداخل أو الخارج ، الأسلوب والطريقة والحديث والكلام لن أبالغ فى قولى كل شىء حتى الشكل والمظهر .
والأجيال تختلف وتتغير وأنا من جيل غير جيل ابنتى مريم ، التى غيرت لى حياتى ويشعر بتلك الكلمات الأمهات والأخوات وكل الأهل التى تتعامل مع البنات فى هذا الجيل ، جيل الإنترنت والجيل الرابع للتكنولوجيا والمعلومات.
ولكن سأتناول حياتنا اليومية التى غالبا ما تحدث فى غالبية البيوت .
وابنتى مريم طالبة جامعية.
والصراع اليوم على يوم من أيام رمضان .
كان على المساعدة في تجهيز المائدة وتحضير الإفطار ، والعصائر.
مريم نائمة (كالعادة) أنا بداخل المطبخ أعد الطعام والجيران يسمعون منى نداءات استغاثة للمساعدة شعرت بأنى مثل الباعة الجائلين الذين يعرضون بضاعتهم للبيع عبر مكبرات الصوت ، …ولا رد …..الجولة الأولى.
بدأ الطعام فى الإنتهاء ، وانتهيت من العصائر والمشروبات ، وتحضير المائدة وإعداد الأدوات …والنداء للمرة الألف…يامريم يا بنتى
تعالى ساعدينى ….لا رد ….الجولة الثانية.
انتهيت من تجهيز المائدة وتحضير الإفطار ، وقمت بإضاءة الزينة المضيئة الكهربائية لإضفاء الروح الرمضانية للشهر الفضيل ،
انتهىت قراءة القرآن الكريم قبل آذان المغرب وانطلق مدفع الإفطار .
وانا وحدى منهكة ومتعبة وصائمة ، والآن آذان المغرب ، يا مريم ….. وأشعر بتعب شديد .
حاضر يا ماما …. أخيرا سمعت رد للنداء .
بعد الذهاب والإياب من المطبخ والسفرة وتجهيز المائدة ، والآن موعد الإفطار ،
أفاقت اخيرا .
الحمدلله فطرنا ،
مريم بنتى : أين العصير ، أين الماء ،
من جانبى لا رد .
ياحبيبتى الواجب إنك تساعدينى فى الإعداد والتحضير ولا تتركينى أصبحت كبيرة وقريبا يكون لك بيتك ، تعلمى معى ، أنا كل يوم اقول لك تلك الكلمات.
مريم : انا متعبة ، أنا صائمة ولا أستطيع أن أقوم من مكانى ، ممكن إحضار العصير.
وهنا قام الإنفجار العظيم الذى بداخلى ، وقام بالرد على مريم ردا معبرا عن كمية التعب والإرهاق مقارنة بالنوم الهادئ الذي لا تفارقه.
بعد فترة قصيرة جاءت مريم تعتذر ، معاتبة لى لإنفعالى عليها .
جلسنا معا نتحدث عن المشاركة ، والمساعدة والتعليم ، أريد لكى يامريم ياحبيبتى أن تتعلمى وتتحملى المسؤولية لأنك ذات يوم ستكون هناك مملكتك وأنت أميرتها والمسؤولة عن كل صغيرة وكبيرة بها ، وأيضا أريد منك المساعدة معى تخفيفا عنى .
واعتذر منك لشدة غضبى منك لكونك أنت السبب .
مريم بمنتهى البساطة والسهولة التى تعودتها منها وابتسامتها التى لا تفارقها ، أنا آسفة اضحكى يا ماما ولا تغضبى حاضر هساعدك ،
وإذا كان هناك أشياء أخرى اعملها اتركيها لى .
بعد عناق وطبطبة على بعضنا البعض ، نقول سويا لبعضنا البعض بضحكة وابتسامة :
رمضان كريم