“كحك العيد.. حكاية فرحة تتوارثها الأجيال”

تقرير ـ مها سمير
مع اقتراب عيد الفطر، تمتلئ البيوت برائحة الكحك الشهي، الذي لا يكتمل العيد بدونه.
فهذه الحلوى البسيطة تحمل في طياتها تاريخًا طويلًا يمتد إلى العصور الفرعونية، حينما كان المصريون القدماء يقدمونه قرابين للآلهة، وقد وُجدت نقوش على جدران المعابد تصوّر نساءً يصنعن الكحك بأشكاله المزخرفة.
وفي العصر الفاطمي، انتشرت صناعة الكحك بشكل واسع، حيث كان يُوزع على الفقراء في العيد، وأصبح من الطقوس الأساسية التي تعكس روح المحبة والتكافل الاجتماعي.
ومع مرور الزمن، تطورت صناعة الكحك، لكنه ظل محتفظًا بمكانته الخاصة في كل بيت مصري، حيث تجتمع العائلات قبل العيد لإعداده، في طقس يجمع بين الدفء العائلي والبهجة.
ورغم انتشار محلات الحلويات التي تبيع الكحك الجاهز، لا يزال الكثيرون يفضلون صناعته في المنزل، معتبرين أنه جزء لا يتجزأ من فرحة العيد. فعملية إعداده ليست مجرد طهي، بل طقس يحمل ذكريات الطفولة، وروح العيد التي تجمع الصغار والكبار حول المائدة، يتبادلون الضحكات أثناء تشكيله ورشه بالسكر الناعم.
وفي النهاية، يظل كحك العيد أكثر من مجرد حلوى، فهو رمز للفرح، وعلامة مميزة لقدوم العيد، واحتفال بطقوس تراثية تعبر عن الهوية المصرية التي تتوارثها الأجيال.